أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

176- قصر قارون

القصر مكون من 3 طوابق و 336 غرفة وباب القصرليس هو الباب الأصلي وإنما الباب الأصلي كان من الجرانيت والمكان الذي يدخل فيه مفتاح القصر كان عبارة عن دائرة قطرها حوالي 5 سم وكان من الجرانيت أيضاً ويحمله عدد من الناس الأقوياء (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) أول ما تدخل القصر تجد أمامك كرسي العرش وأسفل كرسي العرش حفرة كبيرة مخيفة كلها مظلمة وتمتد للأسفل بعمق 3 أدوار وبها جثة قارون وأمواله كلها وهو مكان الخسف كرسي العرش من مدخل القصر وتلاحظون وجود بابين آخرين بعد المدخل الرئيسي وبالفعل فقد كان للقصر 3 أبواب نقترب معاً من كرسي العرش شيئاً فشيئاً ها هو المكان الذي كان يجلس به قارون مزهواً بنفسه طبعاً الكرسي كان من الذهب وجميع ملابسه مُذهّبة ولمن لا يعلم مصدر ثراء قارون فقد طلب من سيدنا موسى عليه السلام أن يدعو الله له أن يرزقه مالاً كثيراً فرزقه الله علماً فريداً وهو علم الكيمياء استطاع به تحويل التراب إلى ذهب لذلك عندما قال سيدنا موسى له بأن هذا المال من عند الله فقال له قارون إنما أوتيته على علم عندي على جانبي الكرسي في الصورة السابقة كان الخسف وهو واضح لكم في الصورة التالية وكانت كبيرة جداً ولكن تم ترميم جزء منها ووجدوا فيها مستندات من ورق البردي مكتوباً عليها حسابات وأرقام وتم نقلها للمتحف المصري في القاهرة على جانبي الكرسي هناك سلمين واحد يمين للطلوع والآخر على اليسار للنزول وهذا السلم يوجد في احد جوانبه دهاليز وممرات مخترقة القصر عبر الأرض وتفتح خارج المدينة يعني إذا حدث هجوم على القصر سيخرج من خلال هذه الأنفاق لخارج البلد كلها وليس خارج القصر فقط عند الصعود للطابق الثاني سنجد الغرفة التي بها الخزانة وهي 3 خزائن كان بها الذهب وفي الطابق الثالث مكان العبادة حيث كان يعبد إلهين مرسومين على الجدار وهذا الطابق أكثر الطوابق تضرراً فهناك تهدم شديد في سقفه حتى أنك تشاهد الفيوم من أعلى القصور بسهولة ومن هذا الطابق شاهدت المدينة التي كانت تحيط بالقصر ولتي كان يسكنها قوم قارون الذين كان يخرج عليهم وهو في زينته وكانوا يقولون ياليت لنا مثل ما أوتي قارون واضح طبعاً الأشياء البارزة في الرمال وهي عبارة عن أسطح البيوت المحيطة وها هي الآن مدفونة في الرمال أحد أعمدة القصر والجدير بالذكر أن القصر مبني بنفس طريقة بناء الأهرامات يعني بدون أسمنت ولا أي مادة للبناء تربط بين الأحجار فقط أحجار بجانب بعضها لكنها ملتصقة جداً وذلك عن طريق تفريغ الهواء كما كان يفعل الفراعنة في كل مبانيهم لذا فهي مازالت موجودة حتى الآن لمن يريد معرفة الطريقة سريعاً يتم وضع الحجر الأول ثم وضع مادة كيميائية عليه تقوم بسحب الهواء المحيط ثم وضع صخرة أخرى عليه قبل دخول الهواء وبذلك يلتصق الحجران ولا يتفرقا إطلاقاً إلا إذا دخل بينهما الهواء مرة أخرى قال تعالى( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين َ))