أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

175- بيت الشيخ سعيد ال مكتوم

بيت الشيخ سعيد ال مكتوم يطل على مدخل الخليج وهو من الآثار الوطنية التي تعرض تاريخ تطور دبي ويعود تاريخ بناء البيت إلى سنة 1896 وكان بمثابة ديوان للحكومة المحلية بالإضافة إلى كونه المقر الرسمي للمغفور له الشيخ سعيد آل مكتوم والد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مهندس دبي الحديثة وجد الحاكم الحالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقد بدأ مشروع إعادة بنائه الطموح عام 1986 وفاز بجائزة من منظمة المدن العربية للمحافظة على المباني التراثية واليوم بعد أن أعيد ترميمه بالكامل وإعادته إلى هيئته السابقة يضم المبنى معرضا مثيرا للصور الفوتوغرافية والرسومات والمصنوعات اليدوية واللوحات التصويرية للتطور السابق للإمارة وللراغبين في معرفة التاريخ والثقافة والمعمار العربي فإن بيت الشيخ سعيد يستحق بلا شك الزيارة ولقد بني بيت الشيخ سعيد على نفس الطراز الخليجي العربي وهو يمثل نموذجا رائعا للتصميم الإسلامي بسقفه المرتفع القائم على أعمدة ومداخله المقوسة ونوافذه المنحوتة والتي كانت تمثل الموضة في بدايات القرن التاسع عشر وهو ما يميز المبنى التاريخي المكون من طابقين وفي الطابق الأرضي توجد غرفة اجتماعات واسعة مجلس وغرفة معيشة فاخرة ومخازن ومطبخ مفتوح على ساحة مركزية محاطة بجدران مرتفعة للحماية من رياح الصحراء الساخنة وتوجد في الطابق العلوي عدة حجرات للنوم وشرفات تطل على الخور وعلى منظر خلاب للمدينة واجهة المنزل يهيمن عليها ما يعرف بأنه أقدم نظام تكييف هواء في العالم وهو برج بأربعة نوافذ بارجيل كان الوسيلة التقليدية لتبريد داخل المنزل أثناء شهور الصيف ويوفر معرض للصور الفوتوغرافية النادرة التي التقطت في دبي خلال الفترة بين 1948 و1953 إطلالة مثيرة على المدينة قبل اكتشاف النفط ويقود المعرض المشاهد عبر التنمية والنمو في دبي تحت القيادة الحكيمة للمرحوم الشيخ راشد وتوجد صورة فوتوغرافية لقلعة الفهيدي التي تم تشييدها عام 1799 لحماية المدينة ضد الغزو الأجنبي ومدرسة الأحمدية رائدة التعليم في الإمارة ومستشفى مكتوم التي أدخلت الرعاية الطبية الحديثة لسكان دبي وتصور بعض المعروضات الأخرى السفن على الساحل وخيام الشاطئ لصائدي الأسماك والمناطق المجاورة القديمة بأبراجها وتم تجسيد علاقة دبي الأزلية مع البحر بصورة دراماتيكية في الجناح البحري من بيت الشيخ سعيد حيث يؤرخ معرض الصور والمخطوطات لصناعة صيد الأسماك في المدينة بالإضافة إلى تطور بناء المراكب وصناعة الشباك والغوص من أجل اللؤلؤ كذلك يتم عرض نماذج لعدة أنواع من المراكب المستخدمة خلال تلك الفترة بما في ذلك مراكب الصيد واللؤلؤ والعبرة والمراكب التقليدية التي تسمى السمبك والجايبوت كما يضم معرض الغوص موازين القياس والأوزان ومعدات تصنيف اللؤلؤ تكريما لموقع دبي المتميز كمركز لصيد اللؤلؤ وفي جناح منفصل من المبنى توجد سلسلة من الصور الفوتوغرافية واللوحات تحكي الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية والدينية في دبي خلال الخمسينيات وتوضح نماذج الموازين وصور المنازل ذات الأبراج المعمار الذي كان سائدا في ذلك العهد بينما تركز المعروضات الأخرى على أشكال الفن والرقص التقليدي الذي يعبر عن طريقة حياة الناس ويستطيع الزوار أيضا الاطلاع على الحقائق القاسية لحياة العرب الرحل في الصحراء من خلال مقالة تصويرية تصور البدوي الفخور بنفسه المشغول بحياته اليومية من حفر الآبار ونقل التمور على ظهور الجمال وحمل الأخشاب إلى السوق بالإضافة إلى الرياضات الشعبية مثل سباق الجمال والصيد بالصقور وبعض العملات والطوابع والأدوات البريدية القديمة المستخدمة في دبي معروضة في بيت الشيخ سعيد وتشمل المعروضات عملات نقدية نادرة تعود إلى سنة 1791 بالإضافة إلى أول طابع بريدي في دبي وعملات ورقية صادرة في عهد الراحل الشيخ راشد ووثائق غير ذات قيمة ورسائل ومعاهدات واتفاقيات ومراسم وخرائط ومحفوظات شكلت تاريخ دبي الحديث وهي متوفرة أيضا ويمكن رؤيتها.