أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

227 - قلعه البثنه بالفجيره

منطقة البثنة الواقعة غرب مدينة الفجيرة بـ 18 كيلومتر معروفة بالوديان والأفلاج وهي واحة زراعية اشتهرت منذ القدم بالزراعة وبالأخص زراعة النخيل والهمبا ومكنها موقعها المتميز على التلال الجبلية بين مسافي والفجيرة من أن تكون مركزا تاريخيا للذود عن هذه المناطق خلال الفترة الغابرة كما يقول محمد الكعبي مضيفا أن البثنةاشتهرت بمياهها العذبة وأرضها الخصبة بسبب موقعها بين وديان أهمها وادي حام الذي كان في السابق لا تنقطع مياهه على مدار أيام السنة وتقع قلعة البثنة على وادي حام الممتد عبر الجبال من مدينة الفجيرة وتبعد قرية البثنة الحديثة على بعد 18كم تقريبا غرب مدينة الفجيرة وعلى يمين الشارع المؤدي على الشارقةـ دبي وتشكل القلعة بناءا ضخما ومتينا بنيت من المواد المحلية والتي تتكون من الحجارة والصاورج والخشب والطين وجذوع وسعف النخيل وتتكون القلعة من الطابق الأرضي ويتكون من مدخل رئيسي وبرجين مستديرين يتكونان من ثلاثة طوابق وسطح ثم فناء فسيح وأدراج تؤدي إلى الطابق الأول والطابق الأول به صحن وغرفة واحدة بها نافذة تطل على الخارج ثم ممرات وأدراج تؤدي إلى غرف الأبراج والسطح والسطح به ممرات على طول السور والأبراج وتتخللها شرفات به ثقوب أعدت للمراقبة والرمي بالبنادق ويعود تاريخ بناء قلعة بحسب أهل المنطقة إلى ما يقدر بالعام 1735م تقريبا وتعد منطقة البثنة الموجودة في إمارة الفجيرة من أثرى المواقع بالمكتشفات الأثرية سواء كانت لُقى أو مدافن أو قلاعا وحصونا إلى ذلك وتعتبر قلعة البثنة من أشهر القلاع الموجودة في الفجيرة وتأتي شهرة القلعة من شكلها المعماري الفريد وحالة بنائها الجيدة وموقعها المتميز عند المدخل الرئيسي لإمارة الفجيرة ما استرعى اهتمام الشيوخ بها نظرا لدورها الخطير في حماية الإمارة من غزوات الأعداء ولهذا بنيت القلعة لتكون بمثابة الحصن الحصين للبثنة والإمارة وشيدت القلعه على شكل مربع تقريباً فلا يمكن الدخول إليها إلا بواسطة باب صغير لا يزيد ارتفاعه على متر واحد ويؤدي هذا الباب إلى فناء كبير ويوجد على جانبيها برجان كبيران يميزان شكلها من الخارج وتتخلل جدرانها فتحات كانت تستخدم من قبل المدافعين عنها وكذلك توجد فتحات بأعلى البرج تكفي لأعداد لا بأس بها من المدافعين عن القلعة والقلعة مشيدة من الطوب المحروق وهي لا تزال بحالة جيدة وهي تختلف عن قلعة الفجيرة كون الأخيرة شيدت بأحجار الجرانيت وأحجار أخرى نارية وفي تسعينيات القرن الماضي تم اكتشاف أكبر وأهم قرية أثرية في البثنة الواقعة على الطريق الرئيس بين الفجيرة ودبي ويعود تاريخ القرية الأثرية المكتشفة إلى نهاية الألف الثاني وبداية الألف الأول قبل الميلاد بواسطه البعثة الأثرية الفرنسية وفي طريقها لاكتشاف المزيد من الآثار في المنطقة حيث أشارت مسؤولة البعثة إلى 'وجود قرائن وأدلة تفيد بوجود آثار أخرى بجوار القرية الأثرية المكتشفة ستعمل البعثة على كشف النقاب عنها لمعرفة تاريخ هذه المنطقة بدقة.