أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

228 - قلعه أوحله بالفجيره

تؤكد القلاع والحصون المنتشرة في ربوع الوطن الأهمية التاريخية لموقع دولة الإمارات الاستراتيجي منذ القدم وعلى الرغم من وجود بعض هذه المباني الأثرية في مناطق جبلية بعيدة عن السواحل إلا أن هذه الآثار تبرهن أن منطقة شبه الجزيرة العربية ومن ضمنها الدولة كانت مسرحاً للنشاط البشري ومركزاً للحضارات القديمة ومن هذه المعالم قلعة أوحله التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي وبالتحديد إلى القرن الثامن قبل الميلاد كما بينت ذلك التحاليل المخبرية وعلى أنقاض هذه القلعة شيدت القلعة الإسلامية قبل عدة قرون والتي لا تزال شامخةً في وجه الزمن مجسدة العمق التاريخي لهذه الأرض وتتكون قلعة أوحله من حصنها الرئيسي والذي تبلغ أبعاده 100 × 50 متر وسماكة جدرانه 2.4 متر وله مدخل كبير محكم أنيق يذكرك بأيام القياصرة وبرج مراقبة وهو من أكبر حصون عصـر الحديـد التي كشـف النقـاب عنها في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية والشكل المعماري للحصن يشبه إلى حد ما جدران المدن الآشورية في شمال العراق أما مدخل القلعة الرئيسي ويبلغ عرضه متر ونصف وارتفاعه متران ونصف فيبين حرص الأولين بالمحافظة على طريقة بناء الحصون بالشكل المحكم للذود عن حياض المنطقة أما الغرف الداخلية المتكئة على السور فهي تعبر عن تماسك هذا المعلم بما يحمله من مضامين تاريخية وآثار تتفاخر بها الأجيال فتم طلائها بالطين مع زخارف بسيطة وبعد الخروج من غرف القلعة تتجه مباشرةً إلى البرج وهو دائري الشكل ويبلغ قطره 9 أمتار وارتفاعه 11 متراً وهو يقوم على أعمده صلبة قادرة على الصمود وملحق بالقلعة من الخارج مجلس مستطيل الشكل مزينة جدرانه بديكور بديع وتشكل هذه القلعة أهم معالم منطقة أوحله الجبلية النائية والتي تبعد عن مدينة الفجيرة باتجاه الجنوب بحوالي 30 كيلو متر والوصول إليها يتطلب من القادمين من شارع مسافي ومناطق الدولة الأخرى التوجه إلى منطقة الحيل بعدها بـ 3 كيلومتر نعرج إلى أوحله مروراً بمنطقة أحفرة ووادي مي وتشاهد خلال مرورك بهذه المناطق أشجار السدر والسمر على طول الطريق المعبد التي تتخلله بعض المنحدرات البسيطة وعند الاقتراب من منطقة أوحله التي يصل عدد سكانها إلى 1200 نسمة ويوجد بها مسجد ومدرسة واحدة ومساكن متواضعة وكانت تشتهر بزراعة النخيل والليمون والهمبا البلدي تظهر معالم القلعة واضحة للعيان لتقول إن التاريخ قد سجل هنا منذ القدم خطوات لبني البشر وهذه الآثار امتداد لذلك التاريخ وخلال السنوات القليلة الماضية نفذت هيئة السياحة والآثار بالفجيرة مشروعاً لترميم المباني التاريخية ومنها قلعة أوحله وذلك بهدف المحافظة على تماسك هذه المعالم وحفظها من الاندثار وأصبحت القلعة بعد أعمال الترميم أحد أبرز معالم الفجيرة ويتردد عليها الكثير من السياح والباحثين في أغوار الزمن البعيد وتعتبر هذه القلعة من أهم القلاع والمعالم الأثرية في الفجيرة الأقدم في الدولة اذ تشير التحاليل الكيميائية للكربون 14 الذي جرى على القلعة الاسلامية القائمة حالياً أنها بنيت فوق بقايا مبنى دفاعي محصن كبير يعود تاريخه إلى فترة عصر الحديد في الألف الأول قبل الميلاد تحتوي القلعة على برج مستطيل الشكل وسطح ويتكون الطابق الأرضي من صحن وغرفة واحدة ومدخل رئيسي وادراج ومجلسين ملحقين بالقلعة أحدهما اعد للرجال وآخر للنساء وسور يحيط بالقلعة بعرض مترين ويجري الآن وضع اللمسات الأخيرة على الاستراحة التي أقيمت بجانب القلعة وتضم كافتيريا ومرافق عامة لتشجيع وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية بالإضافة إلى غرفة مخصصة للباحثين تحتوي على عدد من الدراسات السابقة عن القلعة ومن خلال التنقيبات الأثرية في المنطقة القريبة من القلعة والتي تقع ضمن حدود السور القديم جرى اكتشاف عدة مواقع تضم قطعاً وأدوات أثرية تعود للعصر الحديدي وقد جرى تسييجها بالكامل من أجل القيام بعمل مسح شامل لها فيما بعد وذكر أن بعض هذه الأدوات لا يوجد شبيه لها إلا في حضارة بلاد الرافدين وهو ما يشير إلى أن هذه المنطقة كان لها أهمية تجارية كبيرة إذ كانت محور ربط تجاري بين حضارة الشرق في الهند وحضارة دلموك في البحرين وحضارة بلاد الرافدين يذكر ان قلعة اوحلة هي الموقع الأثري الثالث في الفجيرة الذي تم الانتهاء من ترميمه بعد قلعة الفجيرة التي تم الانتهاء من ترميمها عام 2000 ومسجد البادية الذي جرى ترميمه عام 2003 بالتعاون مع بلدية دبي.