أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

226 - حصن مربعه الحيل

تزخر إمارة الفجيرة بالقلاع والحصون والمباني الأثرية القديمة ومنها حصن ومربعة الحيل الشامخة على جبال قرية الحيل التي تقع جنوب مدينة الفجيرة بـ 14 كم حيث يطل الحصن بكبريائه على الوادي العملاق المحاذي لهذه القرية والتي اشتهرت منذ القدم بالمياه العذبة والأرض الخصبة وتاريخ بناء حصن ومربعة الحيل يعود إلى عام 1830 ويتكون من وحدة سكنية كبيرة تحتوي على قاعات كبرى لاستقبال الزوار وأخرى للاجتماعات وغرف النوم ومخازن ومطبخ والجدير بالذكر أن الحصن محاط بسور حصين تتخلله فتحات لرمي الأسلحة الكبيرة وجدرانه من الداخل مزينة بديكور بديع ويقف برج المراقبة على أعلى قمة في الحصن لمراقبة القادمين للمنطقة وتنتصب داخل باحة الحصن أعمدة وعددها ثمانية ويبلغ ارتفاع كل منها 3 أمتار وقطرها 20 سم وهي مطلية بالصلصال المحروق ومن الواضح من خلال بناء أعمدة الصلصال المحروق أن البناءين بذلوا جهوداً كبيرة في إقامة هذه الأعمدة الفريدة والشبيهة إلى حد ما بأعمدة آثار منطقة بصرى الشام في سوريا فهذه الأعمدة تضفي شكلا مميزا للساحة المحيطة بالحصن وتتماشى مع جمال المنطقة وهيبتها ونظرا لأهمية الحصن قامت هيئة السياحة والآثار بالفجيرة العام الماضي بعمل صيانة وترميم شامل لهذا الموقع الأثري المهم وتعتبر المباني الأثرية والمعالم التاريخية كافة بالفجيرة مزارا للسياح وبالأخص المهتمين بالتاريخ والتراث حيث تشير هذه المعالم إلى العمق التاريخي لهذه المنطقة وأهميتها الاستراتيجية منذ القدم وأن معظم هذه المعالم تقع في مناطق جبلية تتميز بالطبيعة الخلابة والتضاريس المتعددة الأمر الذي يجعل السائح والزائر لهذه المناطق يستمتع بأجواء الطبيعة البكر.