أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

260 - متحف ديل برادو بأسبانيا

متحف ديل برادو في مدريد عاصمة اسبانيا هو متحف ومعرض الفنون وأحد أهم المتاحف على مستوى أوروبا إذ يحتضن العديد من الكنوز الفنية واحدة من أروع مجموعات العالم من الفن الأوروبي من القرن الثاني عشر وحتى مطلع القرن التاسع عشر على أساس جمع الملكيه الإسبانية السابقة ومتحف ديل برادو هو واحد من المباني التي شيدت في عهد شارل الثالث كجزء من خطة ترمي لبناء متكلفا لتضفي على مدريد الحيز الحضري في عام 1785 ليكون في الأصل مقرا لمقتنيات معهد العلوم الطبيعية برادو معناها المرج بالإسبانية اعطت اسمها إلى منطقة بيل برادو وفيما بعد إلى المتحف توقف العمل على بناء متحف ديل برادو بين عهد شارل الثالث وخلال حرب شبه الجزيرة وبدأت مرة أخرى في عهد حفيد شارل الثالث فرديناند السابع افتتح يوم 19 نوفمبر عام 1819 خلال حكم فرناندو السابع كان بناء متحف ديل برادو يستخدم مقرا لسلاح الفرسان ومخزن البارود لقوات نابليون مقره في مدريد أثناء حرب الاستقلال وأسس متحف ديل برادو للوحات والنحت كما يحتوي على مجموعات هامة من أكثر من 5000 رسم فني والعملات المعدنية والميداليات وتقريبا 2000 الزخرفيه الاجسام وتحف فنية والنحت يمثله أكثر من 700 وعدد اقل من شظايا النحت تضافرت حضارات عريقة وعلى رأسها الحضارة الإسلامية العربية لتحول أسبانيا إلى دولة ذات ثراء على صعيد الحياة الفنية بين دول أوروبا وظهر في أسبانيا الكثير من الفنانين الذين نافسوا عمالقة الرسم في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وتتجسد عبقرية هؤلاء الفنانين الأسبان في اللوحات الزيتية والمنحوتات العديدة التي يضمها متحف البرادو في قلب العاصمة الأسبانية مدريد وتزيد هذه الأعمال عن الثلاثة آلاف رسم زيتي لأشهر عمالقة الرسم في العالم بالإضافة إلى ما يربو على 400 منحوتة ومجموعة من المجوهرات وقطع نادرة من البورسلين والكريستال والمشغولات الذهبية ويقدم متحف البرادو نماذج عديدة لمدارس الرسم الأسباني والإيطالي والفلمنكي والفرنسي والألماني والهولندي والإنجليزي وفي الواقع فان زيارة متحف البرادو تفتح الباب على مصراعيه للتعرف على أصول وإنجازات الفن الغربي بأكمله واشتهر ملوك إسبانيا في عصورها الوسطى بحبهم للأعمال الفنية وخصوصا من اللوحات الزيتية التي كانت تزين جدران قصورهم ويذكر لهم أنهم سمحوا لكل مشتغل بالفن أو حتى من الهواة إسبانيا كان أو أجنبيا أن يزور مجموعاتهم في قصورهم وان ينتفع بها ولكننا لا نعرف لهم متحفا عاما بالرغم من ذلك وتسقط إسبانيا تحت ضربات جيوش نابليون ويعين جوزيف بونابرت ملكا عليها وكان عمه يريد آن يقلد سيرة الفاتحين الأوائل مثل لاسكندر الأكبر فكان ان أراد نابليون أن يضئ في الشعوب المقهورة شعلة الثقافة وحب الفن والجمال وجاء قرار بونابرت بإنشاء متحف البرادو على أن تكون نواته مجموعة التاج الأسباني القديم وكذلك الأديرة والكنائس وكان هذا في عام 1809 إلا أن حكم بونابرت سقط بعدها بحوالي خمس سنوات وجاء ملك إسبانيا فرديناند السابع وأعاد افتتاح المتحف في سبتمبر 1839 ولقد أراد الملك وعلى حد قوله مجدا لأسبانيا ومنفعة للناس وكل الناس وحتى الأجانب إلا أن متحف البرادو في بداية سنواته الأولى لم يكن إلا مجموعه خاصة للملك يرعاها ويتكرم بالسماح للناس بزيارتها وكانت الزيارة ليوم واحد في الأسبوع ثم سارت يومين هما الأربعاء والسبت ويذكر لمبنى المتحف فخامته وضخامته واللتان فاقتا كل وصف إلا ان أسلوب الإضاءة به كانت غير ملائمة مثل باقي المتاحف القديمة وعندما نشبت الحرب الأهلية الأسبانية في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي تم تعيين الرسام العبقري بابلو بيكاسو أمينا على المتحف لكنه لم يستطع النجاح بهذه المهمة وتم نقل مقتنيات المتحف عندما أغلق يوم 03 أغسطس 1936 إلى فالينسيا في البداية ثم إلى كتالونيا قبل أن تودع في النهاية في جنيف تحت رعاية عصبة الأمم وظلت هناك حتى عادت في عام 1939 إلى مدريد وشهد متحف البرادو مرحلة تاريخية جديدة وجرى تحسين وتطوير العديد من قاعات المبنى التي تم تزويدها بالمواد الواقية من الحريق لمنع وقوع أية حوادث يمكن أن تأتي على المجموعة بأكملها وحصل المتحف بعد ذلك على العديد من القطع الفنية سواء من خلال الإهداءات أو المشتريات وكانت تلك القطع الفنية محصورة فقط لأعمال رسامي البلاط ورسامي البورتريه الرسميين الذين ينتمون إلى البلاط الملكي منذ عهد فيليب الثاني وحتى عصر كارلوس الرابع كذلك أعمال الفنانين الأسبان حتى نهاية القرن الثامن عشر ثم اقتنى المتحف في وقت لاحق أعمالا لرسامين ينتمون إلى المدرستين الفلمنكية والإيطالية ومع ذلك فان أهمية مجموعة ألبرادو برزت بوضوح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما ضم المتحف محتويات متحف دي لاترينداد السابق وهي مقتنيات يغلب عليها الطابع الديني لمدرستي مدريد وطليطلة وتزايدت محتويات المتحف بالتدريج بعد أن خرج من محاولات إحراق متعددة وعمليات سرقة عديدة قبل نهاية القرن التاسع عشر وإبان الحرب الأهلية الأسبانية وفي عام 1946 ضم المتحف ولأول مرة لوحات رومانية كما ضم العديد من الأعمال الفنية لمدارس الباروك في قرطبة وغرناطة وأشبيلية وفالنسيا مما ساهم في توسيع الإطار التاريخي والفني لهذا المتحف العريق وتعتبر قاعة ريبيرا وقاعة الجريكو وقاعة فيلازكيز وقاعة موريللو وقاعة جويا من أهم قاعات المتحف وتضم قاعات متحف ديل برادو العديدة مجموعات من الرسوم الزيتية تعد الأكثر استكمالا في العالم وتزيد هذه الأعمال عن الثلاثة آلاف رسم زيتي لأشهر عمالقة الرسم في العالم بالإضافة إلى ما يربو على 400 منحوتة ومجموعة من المجوهرات وقطع نادرة من البور سلين والكريستال والمشغولات الذهبية والرسوم الزيتية التي تضمها قاعات المتحف المختلفة أبدعها عمالقة هذا الفن من جميع أنحاء العالم فهناك 83 لوحة أبدعها العبقري روبنز و40 لوحة بريشة بروجل و36 لتيتيان و14 لفيرونيز و6 لوحات و05 رسما تخطيطيا للرسام هيرونيموس بوش.