أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

العماره في الدانمارك


الدَنْمَارِك أو رسمياً مملكة الدانمارك بالإضافة إلى جرينلاند وجزر فارو هي من الدول الاسكندنافية شمال أوروبا تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا كما تطل الدنمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال تتكون البلاد من شبه جزيرة كبيرة جوتلاند أو يولاند والعديد من الجزر وأبرزها جزيرة زيلاند وفون وفندسيسل تي تعتبر عادة جزءا من يوتلاند ولولاند وفالستر وبورنهولم وكذلك مئات الجزر الصغيرة التي غالباً ما يشار لها بالأرخبيل الدنماركي سيطرت الدنمارك منذ فترة طويلة على مدخل بحر البلطيق قبل حفر قناة كيل كان الممر المائي لبحر البلطيق عبر قنوات ثلاث معروفة باسم المضائق الدانماركية ويحكم الدنمارك نظام ملكي دستوري برلماني تمتلك الدنمارك حكومة على مستوى الدولة وحكومات محلية في 98 بلدية هي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973 على الرغم من أنها لم تنضم إلى منطقة اليورو والدنمارك هي عضو مؤسس في حلف شمال الاطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والدنمارك أيضاً عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ويوجد في الدنمارك اقتصاد سوق مختلط رأسمالي ودولة خدمات اجتماعية كبيرة وتصنف من بين أعلى البلدان من حيث مستوى الدخل واللغة الوطنية هي الدانماركية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسويدية والنرويجية وتشترك مع البلدين بعلاقات قوية ثقافية وتاريخية يتبع 82 ٪ من سكان الدنمارك و 90.3٪ من العرقية الدنماركية الكنيسة اللوثرية الوطنية اعتبارا من عام 2010 وصل تعداد المهاجرين وأبناء المهاجرين في البلاد 548,000 نسمة 9.9 ٪ من سكان الدانمرك معظم المهاجرين 54% أصولهم اسكندنافية أو من مكان آخر في أوروبا في حين أن الباقي أساساً من الشرق الأوسط والدول الأفريقية وتعود أقدم الاكتشافات الأثرية في الدنمارك إلى فترة إيم بين الجليدية من 130,000-110,000 ق.م. سكن البشر الدنمارك منذ حوالي 12,500 قبل الميلاد بينما توجد دلائل على النشاط الزراعي منذ 3900 قبل الميلاد وتميز العصر البرونزي الشمالي 1,800-600 قبل الميلاد في الدانمرك بتلال الدفن والتي خلفت وفرة من الآثار بما في ذلك عربة الشمس واللور وخلال العصر الحديدي ما قبل الروماني 500 قبل الميلاد - 1 م بدأت الشعوب الأصلية بالهجرة نحو الجنوب على الرغم من أن أول الدنماركيين وصلوا البلاد فيما بين ما قبل الرومان والعصر الحديدي الجرماني أي في العصر الحديدي الروماني 100-400 م حافظت المقاطعات الروماني على طرق التجارة والعلاقات مع القبائل المحلية في الدنمارك كما تم العثور على نقود رومانية في الدنمارك توجد أدلة قوية على نفوذ سلتي تاريخي وتأثير ثقافي في هذه الفترة في الدنمارك وجزء كبير من أوروبا الغربية والشمالية من بين أمور أخرى تنعكس فيما عثر عليه في مرجل غونديستروب ويعتقد المؤرخون أنه وقبل وصول أسلاف الدنمركيين الذين جاؤوا من الجزر الدنماركية في الشرق زيلاند وسكين وتحدثوا شكلاً مبكراً من الجرمانية الشمالية فإن معظم يولاند وبعض الجزر سكنها شعب اليوت دعي هؤلاء في وقت لاحق للجزر البريطانية كمرتزقة للملك البريتوني فورتيجرن ومنحهم الأراضي جنوب شرق كنت وجزيرة وايت من بين مناطق أخرى حيث استوطنوا تم استيعابهم أو طردهم لاحقاً من قبل الغزو الأنجلوسكسوني للجزر البريطانية بينما تم استيعاب السكان الباقين في يولاند مع الدنمركيين ويعتقد أن ما ذكره المؤرخ يوردانس في مذكرة قصيرة عن الدنماركيين في غيتيكا هو من بين أوائل ما كتب حولهم بنى هؤلاء هياكل الدفاع دانفيرك على مراحل من القرن الثالث وما تلاه ويعزى الحجم الكبير لجهود البناء في عام 737 لظهور ملك دنماركي استخدمت الأبجدية الرونية لأول مرة في نفس المرحلة التاريخية وتأسست رايب أقدم مدينة في الدنمارك حوالي 700م. وكان الشعب الدنمركي من بين الشعوب المعروفة باسم الفايكنج خلال القرنين 8 - 11 كان المستكشفون الفايكنغ أول من وصل واستقر في آيسلندا في القرن التاسع في طريقهم من جزر فارو من هناك استوطنوا غرينلاند وفينلاند ربما نيوفاوندلاند ونجح الفايكنغ في استغلال مهاراتهم الكبيرة في بناء السفن لغزو أجزاء من فرنسا والجزر البريطانية لكنهم برعوا أيضاً في التجارة على طول السواحل والأنهار في أوروبا وأداروا طرق التجارة من غرينلاند في الشمال إلى القسطنطينية في الجنوب عبر الأنهار الروسية نشط الفايكنج الدنماركيون في بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وأغاروا واستوطنوا أجزاء من انكلترا أقدم مستوطناتهم شملت المواقع في دينلو وإيرلندا ونورماندي وفي بداية القرن التاسع وصلت إمبراطورية شارلمان المسيحية إلى الحدود الجنوبية للدنمارك وتزود المصادر الفرنجية على سبيل المثال نوتكر من سانت غال أقدم الأدلة التاريخية عن الدنمركيين تبلغ هذه التقارير عن ملك يدعى غودفريد ظهر في هولشتاين ويمتلك أسطولاً بحرياً في 804 حيث أقام علاقات دبلوماسية مع الفرنجة في عام 808 هاجم الملك غودفريد أبوتريت وفتح مدينة ريريك والتي استبدل سكانها أو نزحوا إلى هيديبي في 809 فشل مبعوثو الملك شارلمان في التوصل إلى صلح مع الملك غودفريد وهاجم الملك في العام التالي الفريزيين بمائتي سفينة وتعود أقدم الأعمال الدفاعية المعروفة باسم دانيفيرك قرب هيدبي على الأقل إلى صيف 755 وبتحصينات كبيرة في القرن العاشر يدل حجم وكمية القوات المطلوبة لإدارة تكل الحصون الدفاعية على وجود حاكم قوي جداً في المنطقة والذي قد يتكامل مع الرواية الفرنجية في 815 ميلادي هاجم الإمبراطور لويس الورع يولاند على ما يبدو دعماً لمنافس على العرش ربما كان هارالد كلاك لكنه هزم من طرف أبناء غودفريد والذين يرجح أن يكونوا أبناء غودفريد المذكور سابقاً في الوقت نفسه سافر القديس أنسغار إلى هيديبي وبدأ عملية تنصير السكان وتحويلهم إلى الكاثوليكية وتم توحيد الدنمركيين وتحولهم إلى الكاثوليكية رسمياً في 965 ميلادي من قبل هارالد بلاتاند وهي القصة المسجلة على أحجار يلينغ لا يعرف مدى توسع مملكة هارالد الدنمركية على الرغم من إمانية الاعتقاد أنها امتدت من الخط الدفاعي عند دانيفيرك بما في ذلك مدينة الفايكنغ هيديبي عبر يولاند والجزر الدنماركية وإلى جنوب السويد الحالية وسكين وربما هالاند وبليكينج علاوة على ذلك تضيف الأحجار أن هارالد كان قد فاز بالنرويج رداً على مذبحة الدنماركيين في عيد سانت بريس في إنجلترا شن ابن هارالد سفين فوركبيرد سلسلة من الغزوات ضد انكلترا استكملها ابنه سفيند المعروف باسم كانوت العظيم بحلول منتصف القرن الحادي عشر بعد وفاة كانوت العظيم انفصلت انكلترا عن الدنمارك قام سفين استريدسن بن كانوت الرابع بمهاجمة انكلترا للمرة الأخيرة في 1085 اعتزم غزو انكلترا للسيطرة على العرش من وليام الأول المسن استدعى أسطولاً قوامه 1000 سفينة دنماركية و 60 من الزوارق النرويجية الطويلة مع وجود خطط للاجتماع بنحو 600 سفينة أخرى تتبع لروبرت دوق الفلاندرز في صيف عام 1086 أدرك كانوت مع ذلك أن فرض الضرائب على الفلاحين والنبلاء الدنماركيين وتمويل التوسع من الأديرة والكنائس وفرض ضريبة الرأس الجديدة أوصلت شعبه إلى حافة التمرد استغرق الأمر أسابيع من كانوت للوصول إلى ستروير نقطة تجمع الأسطول لكنه لم يجد سوى النرويجيين بانتظاره شكر كانوت النرويجيين على صبرهم وبعد ذلك ذهب من تجمع إلى آخر مجرماً أي بحار أو قبطان أو جندي يرفض دفع الغرامة التي وصلت إلى أكثر من محصول عام من الحصاد بالنسبة لمعظم المزارعين فر كانوت والنبلاء جنوباً هرباً من الجيش المتزايد من المتمردين فر كانوت إلى الخاصية الملكي خارج مدينة أودنسي في فين مع شقيقيه بعد عدة محاولات من التمردين لدخول الحصن ومن ثم انتقال القتال إلى الكنيسة قتل بنديكت وكانوت في 10 يوليو 1086 حيث دفن من قبل البينديكتين عندما وصلت الملكة إيديلي لنقل جثمان كانوت إلى الفلاندرز يزعم أن ضوءاً أشرق حول الكنيسة واتخذت على أنها علامة على أن يبقى كانوت في مكانه علمت وفاة كانوت نهاية عهد الفايكينغ حيث لم تعد تخرج أساطيل ضخمة من الدول الاسكندنافية كل سنة لتنهب أوروبا ومنذ عهد الفايكنغ حتى نهاية القرن الثالث عشر ضمت مملكة الدانمرك أرض يولاند شمال نهر إيدر وجزر زيلاند وفين وبورنهولم وهالاند وسكين وبليكينج فصل بين الأراضي الواقعة بين نهري إيدر وكونجيا دوقيتان تابعتان للملكة هما شليسفيغ وهولشتاين وعقب نهاية القرن الحادي عشر شهدت الدنمارك الانتقال من خليط من الزعماء المحليين يارل بالدانماركية مع وجود مؤسسة ملكية ضعيفة ونصف منتخبة إلى نظام يعكس بصورة أكبر الإقطاع الأوروبي من خلال ملك قوي يحكم عبر طبقة نبلاء مؤثرة شهدت الحقبة صراعاً داخلياً وموقفاً جيوسياسياً ضعيفاً عموماً حيث خضعت للنفوذ الألماني شهدت الفترة أيضاً ظهور أولى المباني الحجرية الكبيرة و معظمها من الكنائس وانتشار المسيحية بشكل واسع وظهور الاديرة في الدنمارك وظهور أول الأعمال التاريخية المكتوبة مثل دانوروم غيستا أفعال الدنماركيين وصل النفوذ الألماني السياسي والديني إلى نهايته في العقد الأخير من القرن الثاني عشر تحت حكم الملك فالديمار العظيم وأخيه بالتبني أبسالون هفيد رئيس أساقفة لوند من خلال عدة من الحروب الناجحة ضد شعوب وند في شمال شرق ألمانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة وصل المملكة إلى ذروتها في عهد فالديمار الثاني والذي قاد تشكيل إمبراطورية بحر البلطيق الدنماركية والتي بسطت سيطرتها في 1221 من إستونيا في الشرق إلى النرويج في الشمال أصدرت في هذه الفترة العديد من القوانين المحلية ولا سيما قانون يولاند من 1241 والذي أكد على بعض المفاهيم الحديثة مثل حق الملكية وأن الملك لا يمكن أن يحكم من دون وخارج القانون وأن جميع الرجال متساوون أمام القانون وبعد وفاة فالديمار الثاني في 1241 وحتى صعود فالديمار الرابع في 1340 دخلت المملكة في عهد من التراجع العام بسبب الصراع الداخلي وصعود الرابطة الهانزية أدى التنافس بين أبناء فالديمار الثاني على المدى البعيد إلى انفصال الأجزاء الجنوبية من يولاند في مملكة الدانمرك لتصبح دوقيات أو مقاطعات تابعة شبه مستقلة وفي عهد الملك فالديمار الرابع وابنته مارغريت الأولى استعادت المملكة قوتها وعقب معركة فالكوبينغ نصبت مارغريت ابن أختها اريك من بوميرانيا ملكاً لكل من الدنمارك والنرويج والسويد بعد التوقيع على ميثاق اتحاد كالمار في أحد الثالوث عام 1397 كان يعتقد أن هذه المملكة المتحدة تحت تاج واحد من شأنها أن تخلق قوة عظمى في الشمال وتعامل الدول الثلاث على قدم المساواة في الاتحاد مع ذلك وحتى منذ البداية فإن مارغريت لم تعامل بقية الدول معاملة مثالية على قدم المساواة مع الدنمارك وهكذا فإن الكثير من السنوات 125 المقبلة من التاريخ الاسكندنافي تدور حول هذا الاتحاد حيث تنفصل السويد ويعاد ضمها من جديد مراراً وتكراراً تم حل المسألة عملياً في 17 يونيو 1523 عندما فتح ملك السويد غوستاف فاسا مدينة ستوكهولم مع ذلك استمرت الدنمارك والنرويج في اتحاد شخصي حتى مؤتمر فيينا في عام 1814 وأتت حركة الإصلاح البروتستانتي إلى منطقة إسكندنافيا في العشرينيات من القرن السادس عشر وفي عيد القيامة من سنة 1525م أعلن الراهب هانز تاوسين وهو عضو في فرسان القديس يوحنا حاجة البلاد إلى إصلاحات مارتن لوثر في الكنيسة الكاثوليكية كانت موعظته بداية صراع استمر لعشر سنين والذي أدى إلى تغيير الدنمارك إلى الأبد تم إبعاد تاوسين إلى دير في فيبورغ بشمال يولاند مما سيجعله معزولاً عن كوبنهاغن والمحاكم الكنسية قام تاوسين خلال فترة حبسه بالوعظ من خلال النافذة مما جذب في البادية الأمر عدد من العابرين من بسطاء العامة الذين يريدون سماع أفكاره الجديدة وخلال أسابيع تم تحرير تاوسين من محبسه عن طريق أتباعه المخلصين وتم بعدها افتتح كنيسة فرنسيسكانية قسراً حتى يتمكن سكان فيبورغ من سماع المواعظ تم تقبل الأفكار اللوثرية بسرعة كبيرة حتى أن أسقف وقساوسة فيبورغ لم يستطيعوا الحد من انتشار أفكاره تم إلقاء مواعظ مارتن لوثر في العديد من الكنائس ومن ثم بدأ منظور تاوسين من تعاليم لوثر في الانتشار إلى مناطق أخرى في يولاند خلال سنة من هذه الأحداث تقلد تاوسين منصب القسيس الخاص بفريدريك الأول والذي بدوره حاول أن يوافق بين التعاليم القديمة والأفكار الجديدة وإستمرت هذه السياسة حتى موت فريدريك الأول وفي عام 1531م إقتحم جمع من العامة كنيسة سيدتنا العذراء في كوبنهاغن وقاموا بتحطيم التماثيل المذابح والأعمال الفنية والتاريخية التي تجمعت هناك على مر التاريخ كان هنالك أحداث مشابهة في جميع أنحاء الدولة على الرغم بأن التغييرات التي حصلت كانت سلمية في معظمها أغلبية العامة رأوا انخفاض تأثير الكنيسة على أنه شيء محرر ومحطم للقيود ولكن هذه السلطة التي أعطت للشعب لم تدم طويلا وعندما مات الملك فريدريك الأول في عام 1533م طالبت جهتان مختلفتان بالعرش الملكي الأولى مدعومة من قبل بروتستانتيي لوبيك والأخرى من قبل النبلاء الكاثوليكيين مما أدى إلى حرب أهلية استمرت للفترة ما بين 1534م - 1536م وعرفت بعداء الكونت سجلت مذبحة جيش البحار كليمينت والمكون من الفلاحين بألبورغ في شهر ديسمبر من العام 1536م نهاية الحرب الأهلية وخلفت السلطة للحزب اللوثري وأصبحت الدنمارك دولة لوثرية رسمياً في 1536م تم اعتقال وسجن الأساقفة بينما صودرت جميع ممتلكات الكنائس من مدارس ودير عبادة من قبل النبلاء والعرش الأساقفة الذين وافقوا على إتباع الأفكار اللوثرية وعدم خلق المشاكل أُعطوا بعض الممتلكات الكنسية السابقة كممتلكات شخصية لهم على الرغم بأن التغييرات البروتستانتية بدأت في ألبورغ إلا أنها كانت آخر معاقل الكاثوليكية حيث أن التغيير كان بطيئاً هناك وفي معظم تاريخها كان اهتمام الدنمارك شديداً بحدودها الجنوبية حيث أن الألمان سواء انتموا إلى الرابطة الهانزية أو كأقليات متمردة متمركزة غالباً في شليزفيغ استدعوا على مدى قرون اهتمام المملكة الدنماركية بشكل كامل على الرغم من ذلك، بحلول عام 1500 بدأت تلك الرابطة في التراجع وبالأخص بعد بروز المملكة الهولندية كقوة بحرية كبيرة وعدم وجود قيود تجارية بحرية بينها وبين الدول الإسكندنافية بحلول العام 1614 كانت 60% من السفن العابرة للمضيق بين بين الدنمارك والسويد سفناً هولندية رغم ذلك لم تحل مشكلة شليزفيغ بشكل تام نظراً لظهور مشكلة أكبر وهي بروز السويد كقوة كبرى وكان صلح أوغسبورغ حماية لحدود الدنمارك الجنوبية وبذلك التفتت الدنمارك نحو الشمال إلى السويد كأكبر تهديد لها مثلها مثل الدنمارك فإن أغلب المناطق الألمانية الشمالية كانت قلقة من التهديد العسكري السويدي وبذلك فإنها خففت من دعمها للأقلية الألمانية في شليزفيغ وأخذت بالتركيز على التهديد السويدي وتبعاً لذلك أصبح بإمكان الدنمارك أن تركز أيضاً على التهديد السويدي وبعد انفصال السويد عن اتحاد كالمار في عام 1523 حاولت الدنمارك في مناسبتين مختلفتين أن تعيد هيمنتها على السويد أولاهما كانت حرب السنوات السبع الشمالية والتي استمرت من عام 1563 حتى عام 1570 بينما كانت المحاولة الثانية عندما هاجم الملك كريستيان الرابع السويد عام 1611 في حرب عرفت باسم حرب كالمار ولكنه فشل في تحقيق الهدف المرجو لم تنتج حرب كالمار عن أية تغييرات حدودية ولكن كان على السويد أن تدفع تعويضات مقدارها مليون ركسدالر فضي لصالح الدنمارك وعرف هذا المبلغ باسم فدية إلفسبورغ واستعمل الملك كريستيان الرابع هذا المبلغ لإنشاء مدن وقلاع جديدة أشهرها مدينة غلوكشتاد والتي بنيت كمنافس لمدينة هامبورغ وكريستيانيا بعد أن دمر حريق مدينة أوسلو القديمة وكريستيانسهافن وكريستيانستاد وكريستيانزاند كما أنشأ الملك كريستيان الرابع عدداً من المباني مثل بورسن وروندتارن ونيبودير وروزينبورغ ومنجم فضة وآخر للنحاس. كما أسس شركة مماثلة لشركة الهند الشرقية الهولندية وحاول المطالبة بسيلان كمستعمرة لكن الشركة نجحت فقط في الحصول على ترانكيبار على ساحل كوروماندل في الهند وحاول كريستيان الرابع أثناء حرب الثلاثين عاما أن يصبح قائد المقاطعات اللوثرية في ألمانيا ولكنه مني بهزيمة ساحقة في معركة لوتير كانت نتيجة المعركة تمكن الجيوش الكاثوليكية تحت قيادة ألبرشت فون فالنشتاين من احتلال ونهب يولاند مما أجبر الدنمارك على أن تنسحب من الحرب تمكنت الدنمارك من تجنب فقدان أراضيها ولكن تدخل جيوش غوستاف الثاني في الأراضي الألمانية كان بمثابة إشارة أن قوة السويد في صعود وأن النفوذ الدنماركي في المنطقة آخذ في التناقص احتلت الجيوش السويدية يولاند وضمت مقاطعة سكون في عام 1644 وفي معاهدة برومزبرو للسلام عام 1645 سلمت الدنمارك جوتلند وما تبقى من إستونيا الدنماركية وعدة مقاطعات أخرى في النرويج إلى هولندا في عام 1657 أعلن الملك فريدريك الثالث الحرب على السويد أدى هذا إلى هزيمة كبيرة للجيش للدنماركي وغزت جيوش تشارلز جوستاف العاشر يولاند وفين ومناطق أخرى من زيلاند قبل توقيع معاهدة روسكيلد للسلام في فبراير لعام 1658 والتي أعطت للسويد تحكماً كاملاً بمقاطعات سكون وبليكينغي وترونديلاغ وجزيرة بورنهولم ندم تشارلز غوستاف العاشر على عدم هزيمة الدنمارك بشكل كامل وفي أغسطس لعام 1658 بدأ حصاراً طويلاً استمر لسنتين على كوبنهاغن ولكنه فشل في دخول العاصمة شملت المعاهدة التالية بنوداً استطاعت الدنمارك بموجبها أن تحتفظ باستقلالها واستعادة السيطرة على ترونديلاغ وجزيرة بورنهولم وحاولت الدنمارك استعادة السيطرة على سكون في حرب سكون 1675–1679 ولكن محاولاتها باءت بالفشل بعد حرب الشمال العظمى 1700-1721 تمكنت الدنمارك من أن تستعيد السيطرة على الأجزاء التي تحكمها عائلة هولشتاين غوتورب من شليزفيغ وهولشتاين في عامي 1721 و 1773 على التوالي ازدهرت الدنمارك بشكل كبير في العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر كما سمحت لها حياديتها بأن تنشئ علاقات ومبادلات تجارية بين جميع أطراف الحروب المعاصرة على كثرة عددها خلال الحروب النابليونية حاولت الدنمارك البقاء في موقع المحايد حتى يتسنى لها الاستمرار في الانتفاع من التبادل التجاري المربح مع فرنسا وبريطانيا العظمى وبهذا انضمت إلى اتحاد للدول المحايدة ضم روسيا والسويد وبروسيا واعتبرت بريطانيا هذا التوجه الدنماركي كعمل معادٍ وهاجمت كوبنهاغن في عامي 1801 و 1807 كما قامت البحرية البريطانية بتدمير الأسطول الدنماركي وحرق أجزاء كبيرة من العاصمة أدت هذه الأحداث إلى إنهاء عصر التطور والازدهار الدنماركي وأدت أيضاً إلى نشوب حرب المدفعية البحرية بين الدنمارك وبريطانيا تمكنت البحرية البريطانية من السيطرة على المعابر البحرية بين الدنمارك والنرويج مما أدى إلى إفلاس الاتحاد الدنماركي النرويجي في عام 1813 في المجلس الذي عقد في فيينا بعد الحروب النابليونية تمت المطالبة بتفكيك الاتحاد الدنمركي النرويجي وتم تأكيد هذا الاقتراح في معاهدة كيل عام 1814 أمل الاتحاد الدنمركي النرويجي في استعادة الاتحاد الإسكندنافي في عام 1809 ولكن هذه الآمال تبخرت عندما رفضت السويد اقتراحاً يجعل فريدريك السادس خلفا للملك غوستاف الرابع أدولف وبدلاً من ذلك نصب الملك تشارلز الثالث عشر دخلت الدنمارك اتحاداً جديداً مع السويد واستمر هذه الاتحاد حتى عام 1905 احتفظت الدنمارك بمستعمرات آيسلاندا وجزر فارو وغرينلاند باستثناء المستعمرات النوردية حكمت الدنمارك الهند الدنماركية من 1620 حتى 1869 والساحل الدنماركي الذهبي من 1658 حتى 1850 جزر الهند الغربية الدنماركية من 1671 حتى 1917 بعد الثورات الأوروبية في 1848 أصبحت الدنمارك دولة ملكية دستورية بشكل سلمي في الخامس من مارس لعام 1849 بعد حرب شليزفيغ الثانية في عام 1864 أجبرت الدنمارك على التنازل عن شليزفيغ وهولشتاين لصالح بروسيا وبعد ذلك عادت الدنمارك إلى سياستها الحيادية المعهودة واستمرت كذلك خلال الحرب العالمية الأولى وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى عرضت قوى الحلفاء في فرساي عودة منطقة شليزفيغ هولشتاين إلى الدنمارك لكن الدنمارك وخوفاً من المطامع الألمانية رفضت النظر في عودة المنطقة وأصرت على إجراء استفتاء بشأن ذلك في شليزفيغ جرى الاستفتاءان في شليزفيغ في 10 فبراير و 14 مارس 1920 على التوالي في 10 يوليو 1920 وبعد الاستفتاء وتوقيع الملك 6 يوليو على وثيقة لم الشمل عبر الملك كريستيان العاشر الحدود القديمة ممتطياً حصاناً أبيض واستردت الدنمارك شمال شليزفيغ سوندريلاند مضيفة بذلك 163,600 نسمة و 3,984 كم2 إلى البلاد يحتفل بيوم إعادة التوحيد كل عام في 15 يونيو وغزت القوات الألمانية الدنمارك في الحرب العالمية الثانية 9 أبريل 1940 في عملية عرفت باسم تدريب فيسر واستغرق الأمر ساعتين فقط من المقاومة العسكرية قبل أن تستسلم الحكومة الدنماركية استمر التعاون الاقتصادي بين ألمانيا والدانمرك حتى عام 1943 عندما رفضت الحكومة الدنماركية المزيد من التعاون وأغرقت معظم سفنها وأرسلت أكبر عدد ممكن من ضباطها إلى السويد المحايدة خلال الحرب ساعدت الحكومة الأقلية اليهودية الدنماركية وقامت المقاومة الدنماركية بعملية انقاذ تمكنت عبرها من نقل معظم اليهود الدنماركيين إلى السويد قبل وقت قصير من بدء الألمان محاصرتهم قامت المقاومة بالعديد من العمليات الداخلية أو عمليات تخريب ضد المنشآت الألمانية قطعت آيسلندا روابطها بالدنمارك وأصبحت جمهورية مستقلة وفي عام 1948 نالت جزر فارو الحكم الذاتي وبعد الحرب أصبحت الدنمارك واحدة من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي وانضمت إلى السوق الأوروبية المشتركة الاتحاد الأوروبي حالياً في عام 1973 إلى جانب بريطانيا وأيرلندا بعد استفتاء عام تم التصديق على معاهدة ماستريخت بعد استفتاء آخر أجري في عام 1993 ولاحقاً تم التوقيع على اتفاق ادنبره الذي ضم تعديلات على معاهدة ماستريخت خاصة بالدنمارك نالت جرينلاند في عام 1979 الحكم الذاتي ومنحت حق تقرير المصير في 2009 جرينلاند وجزر فارو ليستا أعضاء في الاتحاد الأوروبي وعضوية جزر فارو في السوق الأوروبية المشتركة منذ 1973 وغرينلاند منذ عام 1986 في تراجع وفي كلتا الحالتين بسبب سياسات مصايد الأسماك أصبح أندرس فوغ راسموسن رئيس الوزراء الدنماركي الأسبق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في 2009 على الرغم من حجمها المتواضع كانت مشاركة الدنمارك رئيسية في العمليات العسكرية والإنسانية وأبرزها العمليات بقيادة الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي في قبرص والبوسنة والهرسك وكوريا ومصر وكرواتيا وكوسوفو وإثيوبيا والعراق وأفغانستان والصومال.
الرمز الرسمي
الخريطه




العمله