أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

289 - مناره ومئذنه جام بأفغانستان

منارة أو مئذنة جام أحد مواقع اليونسكو التراثية العالمية و أكثرها بهاءا بنيت في فترة 1190 ميلادي مصنوعة بالكامل من الطوب الحراري تقع غرب أفغانستان في مقاطعة شاهراك يحيط بالمئذنة التي ترتقع 65 متر عن سطح الأرض جبال يصل طولها الى 2400 متر وتشتهر المئذنة بالرقاقات الطينية و الزخرفة التي تزين حجارتها اذ تحتوي هذه الحجارة على حلقات من الخط الكوفي و خط النسخ و أشكال هندسية بالاضافة الى ايات من سورة مريم ولم تكن المئذنة معروفة للعالم الخارجي قبل اكتشافها من قبل عالمي آثار فرنسيين عام 1957 حديثا تم اختيارها من قبل اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمية المهددة بالزوال في 2002 و ذلك بسبب أعمال النهب و وضعها المتزعزع لأنها تقع في منطقة زلازل هذا بالاضافة الى تعرضها لخطر الفيضان بحكم أنها بالقرب من نهري جام و حاري وهذه المنارة هي واحدة من 60 منارة و برج موزعة في منطقة آسيا الوسطى مثل ايران و أفغانستان و أجزاء من الهند و يرجع تاريخها الى القرن 11-13 الميلادي حيث كانت تحكم سلالة غوريان الايرانية المسلمة و كان مقرها خورسان  و هي ثاني أطول منارة طينية في العالم بعد منارة قطب منار في الهند يذكر أن انتشار المنارات و المآذن في ذلك الوقت من الزمان هو مؤشر على انتشار الاسلام في تلك البلاد و ازدهاره ومئذنة جام هي إحدى مواقع اليونسكو للتراث العالمي في غرب أفغانستان تقع المنارة في ولاية غور بجانب نهر هریرود حوالي 215كم شرقي هرات ارتفاع الموقع هو 1900م فوق مستوى البحر وتحيط به جبال يبلغ ارتفاعها 3500م فوق مستوى البحر تم إنشاء المنارة في نهاية القرن الثاني من الألفية الأولى للميلاد وتعرف المئذنة بأنها بناء رشيق وممشوق تبلغ من الارتفاع 65م تغطيها زخرفة من القرميد وفي قمتها كتابة بالقرميد الأزرق وتوجد عليها كتابات قرآنية إن وجود المئذنة في حالتها الطبيعية معجزة فهذه واحدة من النصب القليلة التي ضلت بعد اجتياح المغول للمنطقة عام 1222 لكن خطر تعرضها للهدم من قبل عوامل طبيعية ما يزال قائماً ولعدة قرون ظلت هذه المئذنة منسية في العالم الخارجي حتى أعيد اكتشافها عام 1886 على يد السير توماس هولدتش لكن اكتشافه لم يصل إلى انتباه العالم وفي عام 1957 تم اكتشاف المنارة على يد علماء آثار فرنسيين وعن طريق أعمالهم وضعت مسوحات حول الموقع في سبعينات القرن الماضي لكنها توقفت بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان والموقع الأثري نجح في التأهل لأن يكون أحد مواقع التراث العالمي في 2002 ليكون بذلك أول موقع يترشح لذلك في أفغانستان ولقد وضع أيضا في قائمة مواقع التراث المهددة لليونسكو بسبب الحالة الغير مستقرة في الحفاظ على المئذنة وتعرض الموقع للنهب والمئذنة حاليا مهددة بالتعرية وتسرب المياه والفيضانات التي تحدث عن طريق زيادة منسوب المياه في نهري هاري وجام والتهديد الآخر هو حدوث الفيضانات بصورة متكررة في المنطقة والسرقات الأثرية التي تحصل في الموقع ونتيجة لهذه الظروف بدأت المئذنة بالميلان ولكن العمل هو تحقيق الاستقرار في التقدم لوقف هذا الخطر.