أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

العماره في جورجيا


جورجيا هي دولة ذات سيادة في منطقة القوقاز من أوراسيا تتوضع عند ملتقى أوروبا الشرقية مع غرب آسيا كما يحدها من الغرب البحر الأسود ومن الشمال روسيا وتركيا وارمينيا من الجنوب وأذربيجان من الشرق تغطي جورجيا مساحة 69.700 كم2 ويبلغ تعداد السكان 4.385.000 نسمة ويمكن العودة بتاريخ جورجيا إلى مملكتي كولشيس وأيبيريا كما أنها من أول الدول التي اعتنقت المسيحية في القرن الرابع بلغت جورجيا ذروة مجدها السياسي والاقتصادي خلال حكم الملك ديفيد والملكة تامار في القرن الحادي والثاني عشر في بداية القرن التاسع عشر الحقت جورجيا بالامبراطورية الروسية بعد فترة قصيرة من الاستقلال تلت الثورة الروسية عام 1917 اجتاحت الجيوش البلشفية جورجيا عام 1921م وضمتها للاتحاد السوفييتي عام 1922 م واستعادت جورجيا استقلالها عام 1991م ومثلها مثل العديد من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي عانت جورجيا من أزمة اقتصادية واضطرابات داخلية خلال التسعينات برزت بعد ثورة الزهور قيادة سياسة قدمت إصلاحات ديمقراطية لكن الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي الذي حل مباشرة بعد الثورة تباطأ منذ تلك الحين وينص الدستور الجورجي على ديمقراطية تمثيلية رغم أن بيت الحرية قد صرح أن البلد ليس ديمقراطية انتخابية ما يزال هذا الطرح محل جدل بين السلطات الجورجية منظمة على أنها جمهورية وحدوية نصف رئاسية جورجيا عضو في الامم المتحدة والمجلس الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية وجمعية الخيار الديمقراطي ومنظمة غوام للتطوير الديمقراطي والاقتصادي وبنك التنمية الآسيوي وتطمح جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو وتخضع التزامات جورجيا الدولية للمراقبة وفقا للجنة كونها عضو مشارك في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ولقد دخلت جورجيا في نزاع مسلح عام 2008 ضد روسيا وجماعات انفصالية مسلحة في اوسيتيا الجنوبية تجلى ذاك النزاع نهاية في اعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا لكن لم يحذو حذوها في ذلك الا نيكاراغوا وفنزويلا وناورو وجمهورية ترانسنيستريا المستقلة بحكم الأمر الواقع مرر البرلمان الجورجي في 28 أغسطس 2008 تشريعاً يعتبر ابخازيا واوسيتيا الجنوبية تحت الاحتلال الروسي والأراضي التي تعرف اليوم بجورجيا مأهولة باستمرار منذ بداية العصر الحجري بينما شهدت الفترة الكلاسيكية بروز مملكتي كولشيس وايبيريا أول ما ظهرت القبائل قبل الجورجية في التاريخ المكتوب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد تكشف الاكتشافات الأثرية والمراجع في المصادر القديمة عن عناصر من تشكيلات سياسية وكيانية اولية تتميز بتقنيات متقدمة في صياغة الذهب وصهر المعادن والتي تعود في تاريخها إلى القرن 7 قبل الميلاد وما تلاه ظهرت في القرن 4 ق.م مملكة جورجية موحدة تعد مثالاً مبكراً على نظام دولة متقدم تحت حكم ملك واحد تتبعه طبقة أرستقراطية ضمن التسلسل الهرمي وتعد المملكتان الجورجيتان القديمتان المعروفتان للإغريق والرومان باسم ايبيريا في الشرق وكولشيس في الغرب من أوائل الشعوب في المنطقة التي اعتنقت المسيحية عام 337م أو 319م كما تشير الأبحاث الأخيرة في الأساطير اليونانية كولشيس هي مكان الصوف الذهبي الذي سعى إليه جاسون والمغامرون في أبولونيوس روديوس في ملحمة ارغونوتيكا قد يرجع دمج الصوف الذهبي في الأسطورة إلى الممارسة المحلية من استخدام الأصواف لاستخلاص غبار الذهب من الأنهار في القرون الأخيرة من العهد ما قبل المسيحية تأثرت المنطقة في شكل مملكة كارتلي ايبيريا بشدة من اليونان إلى الغرب وبلاد فارس إلى الشرق وبعد أن أتمت الإمبراطورية الرومانية سيطرتها على منطقة القوقاز في 66 ق.م أصبحت تلك المملكة دولة عميلة وحليفة للرومان لما يقرب من 400 سنة أعلنت المسيحية دين الدولة من قبل الملك ميريان الثالث عام 327 م مما أعطى حافزا كبيرا لتطور الأدب والفنون إضافة إلى توحيد البلاد لكون جورجيا في ملتقى الطرق بين المسيحية والإسلام شهدت تلك المملكة تبادلاً ديناميكياً بين هذين العالمين والذي بلغ ذروته في عصر النهضة الثقافية بين القرنين الحادي والثالث عشر نتيجة لاعتناق الملك ميريان الثالث للمسيحية في 330 م أدى ذلك في نهاية المطاف إلى ارتباطها بقوة بالامبراطورية البيزنطية المجاورة والتي كان لها تأثير ثقافي كبير لعدة قرون وكانت كولشيس و التي تعرف أيضاً لسكانها إغريزي أو لازيكا في كثير من الأحيان ساحة الحرب والمنطقة الفاصلة بين القوتين المتناحرتين فارس وبيزنطة مع تبادل السيطرة على المنطقة ذهاباً وإياباً نتيجة لذلك تفككت المملكة إلى دويلات وممالك إقطاعية مع بداية العصور الوسطى سهل هذا الأمر على العرب غزو جورجيا في القرن السابع الميلادي مع بداية القرن الحادي عشر توحدت المناطق المتمردة في المملكة الجورجية الموحدة امتد نفوذ جورجيا ابتداء من القرن الثاني عشر على جزء كبير من جنوب القوقاز بما في ذلك الأجزاء الشمالية الشرقية وتقريبا كامل الساحل الشمالي من ما هو الآن تركيا واتحد شطرا جورجيا الغربي والشرقي تحت حكم باغرات الخامس حكم 1027الي1072 في القرن التالي بدأ ديفيد الرابع المعروف بالمنشئ حكم 1089الي 1125 العصر الذهبي الجورجي حيث افتتحه بطرد الأتراك السلاجقة من البلاد وتوسيع النفوذ الجورجي الثقافي والسياسي إلى أرمينيا جنوبا وشرقا إلى بحر قزوين ورغم سيطرة العرب على العاصمة تبليسي في 645 م حافظت كارتلي ايبيريا على استقلال كبير في ظل الحكام العرب المحليين أصبح الأمير آشوت الأول المعروف أيضاً آشوت كورابالات عام 813 م أول حاكم للمملكة من أسرة باغراتيوني افتتح عهد أشوت ما يقرب من 1000 سنة من حكم بيت باغراتيوني لجزء من الجمهورية الحالية على الأقل وبلغت المملكة الجورجية ذروتها في القرن الثاني عشر إلى بداية القرن الثالث عشر اعتبرت هذه الفترة على نطاق واسع على أنها العصر الذهبي لجورجيا أو عصر النهضة الجورجي خلال عهد ديفيد المنشئ والملكة تامار تميزت هذه النهضة الجورجية المبكرة، التي سبقت نظيرتها في أوروبا بازدهار التقليد الفروسي الرومانسي تقدم فلسفي ومجموعة من الابتكارات السياسية في المجتمع وتنظيم الدولة بما في ذلك التسامح الديني والعرقي وخلف العصر الذهبي لجورجيا إرثا من الكاتدرائيات العظيمة الأدب والشعر الرومانسي والقصيدة الملحمية فارس في جلد النمر يعتبر الملك ديفيد المنشئ أعظم وأنجح الحكام الجورجيين عبر التاريخ حيث نجح في طرد السلاجقة خارج البلاد وقاد بلاده للنصر في معركة ديدجوري الكبرى عام 1121 مكنته إصلاحاته الإدارية والعسكرية من إعادة توحيد البلاد وإخضاع معظم أراضي القوقاز تحت السيطرة الجورجية تمكنت ابنة ديفيد المنشئ الكبرى تامار من تحييد هذه المعارضة وشرعت في سياسة خارجية نشطة ساعدها في ذلك سقوط القوى المنافسة من السلاجقة وبيزنطة بدعم من نخبة عسكرية قوية استطاعت تامار البناء على النجاحات التي حققها سلفها في توطيد امبراطورية طغت على القوقاز حتى انهيارها في ظل هجمات المغول في غصون عقدين من الزمن بعد وفاة تامار هكذا فإن إعادة إحياء المملكة الجورجية لم تدم طويلاً حيث سقطت تبليسي عام 1226 بيد جلال الدين منكبرتي وخضعت المملكة نهاية للمغول عام 1236 تلا ذلك نزاع بين الحكام المحليين سعياً للاستقلال عن الحكم المركزي الجورجي حتى تفككت المملكة كلياً في القرن الخامس عشر تعرضت جورجيا بين 1386 و 1404 لعدة غزوات مدمرة من قبل تيمورلنك استغلت الممالك المجاورة الوضع وانطلاقاً من القرن السادس عشر أخضعت الامبراطورية الفارسية القسم الشرقي بينما تولّت الامبراطورية العثمانية أمر القسم الغربي وقام حكام المناطق التي حافظت جزئياً على استقلالها بعدة محاولات مختلفة للتمرد لكن الغزو الفارسي والعثماني التي أدت إلى المزيد من الضعف في الممالك المحلية نتيجة لهذه الحروب تراجع عدد سكان جورجيا في مرحلة ما إلى 250 ألف نسمة خضع شرق جورجيا المؤلف من مملكتي كارتلي وكاخيتي للهيمنة الفارسية منذ 1555 م ومع ذلك مع وفاة نادر شاه نابليون الفارسي عام 1747 م خرجت كلا المملكتان من تحت السيطرة الفارسية وأعيد توحيدهما تحت حكم الملك هرقل الثاني في 1762 ووقعت روسيا والمملكة الجورجية الشرقية كارتلي كاخيتي معاهدة جورجيفسك عام 1783 م تنص هذه المعاهدة على خضوع كارتلي كاخيتي للحماية الروسية على الرغم من التزام روسيا بالدفاع عن جورجيا فإنها لم تحرك ساكناً عندما غزاها الأتراك والفرس عامي 1785م و 1795م حيث دمرت تبليسي كلياً وذبح سكّانها تفاقم الانتهاك الروسي لمعاهدة جورجيفسك وبلغ ذروته عام 1801 م عندما ضمت روسيا كامل الأراضي الجورجية للامبراطورية وما تلا ذلك من عزل سلالة باغراتيوني وقمع الكنيسة الجورجية وقّع القيصر الروسي بولس الأول يوم 22 كانون الأول 1800 م بناء على طلب مزعوم من الملك الجورجي جورج الثاني عشر على إعلان ضم جورجيا كارتلي - كاخيتي إلى الإمبراطورية الروسية الأمر الذي تم الانتهاء منه بموجب مرسوم في 8 كانون الثاني 1801 وأكده القيصر الكسندر الأول في 12 أيلول 1801 رد المبعوث الجورجي في سانت بطرسبورغ بمذكرة احتجاج قدمت إلى الأمير كوراكين نائب المستشار الروسي في أيار 1801 قام الجنرال الروسي كارل هاينريش كنورينغ بعزل وريث العرش الجورجي ديفيد باتونيشفيلي وشكّل حكومة يرأسها الجنرال ايفان بتروفيتش لاساريف وبيوتر باغراتيون رجل من طبقة النبلاء الجورجية انضم إلى الجيش الروسي بعمر 17 كرقيب وصعد في التسلسل العسكري إلى أن أصبح جنرالاً في الحروب النابليونية ولم تقبل طبقة النبلاء الجورجية بالقرار حتى نيسان 1802 م عندما قام الجنرال كنورينغ بجمعهم في كاتدرائية سيوني تبليسي وأجبرهم على أداء قسم الولاء للتاج الامبراطوري الروسي أما من عارض فقد اعتقل بصورة مؤقتة وفي صيف عام 1805 م هزمت القوات الروسية على نهر اسكيراني القريب من زاغام الجيش الفارسي وأنقذت تبليسي من الغزو حصلت الإمارات الجورجية الغربية منغريليا وغوريا على الحماية الروسية في بدايات القرن التاسع عشر وبعد حرب قصيرة خضعت مملكة ايميريتي والحقت من قبل القيصر الروسي الكسندر الأول عام 1810 توفي آخر ملك لايميريتي وآخر حاكم من سلالة باغراتيوني الجورجية سولومون الثاني في المنفى في 1815 نتيجة للحروب العديدة التي خاضتها روسيا ضد تركيا وإيران بين عامي 1803-1878 تم ضم العديد من المناطق المحتلة لأراضي جورجيا هذه المناطق باتومي وأخالتسيخه وبوتي وأبخازيا تمثل الآن جزءا كبيرا من أراضي جورجيا ألغيت إمارة غوريا في عام 1828 وتلك في ساميغريلو منغريليا في 1857 ضمت منطقة سفانيتي تدريجياً في 1857-1859 وبعد الثورة الروسية عام 1917 أعلنت جورجيا استقلالها في 26 ايار 1918 في خضم الحرب الأهلية الروسية فاز بالانتخابات البرلمانية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الجورجي الذي يعتبر موالياً للمناشفة وزعيمه نوي زوردانيا أصبح رئيسا للوزراء وفي عام 1918 اندلعت الحرب بين جورجيا وارمينيا على أجزاء من المحافظات الجورجية غالبية سكانها من الأرمن والتي انتهت بالتدخل البريطاني وفي 1918-1919م قاد الجنرال الجورجي جيورجي مازنياشفيلي هجوماً جورجياً ضد الجيش الأبيض بقيادة مويسيف ودينيكين لاستعادة ساحل البحر الأسود من توابسي إلى سوتشي وأدلر لجورجيا المستقلة لكن استقلال البلاد لم يدم طويلاً وخضعت جورجيا للحماية البريطانية 1918-1920م وتعرضت جورجيا في شباط 1921 للهجوم من قبل الجيش الاحمر هزم الجيش الجورجي وفرت حكومة الاشتراكي الديمقراطي من البلاد يوم 25 شباط 1921 دخل الجيش الأحمر العاصمة تبليسي وقام بتنصيب حكومة شيوعية تثبيت توجهها موسكو بقيادة الجورجي البلشفي فيليب ماخاردزه وأحكمت القبضة السوفياتية السيطرة بعد قمع الوحشي لثورة 1924 ضمت جورجيا إلى جمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية الاشتراكية إضافة إلى أرمينيا وأذربيجان انحلت هذه الجمهورية عام 1936 إلى مكوناتها الأساسية وأصبحت جورجيا تعرف بجمهورية جورجيا السوفياتية الاشتراكية جوزيف ستالين من العرقية الجورجية اسمه الحقيقي يوزيب جوغاشفيلي كان بارزاً بين البلاشفة، الذين وصلوا إلى السلطة في الامبراطورية الروسية بعد ثورة تشرين الأول في عام 1917 وقد وصل ستالين إلى أعلى منصب في الدولة السوفياتية ومن 1941الي 1945 خلال الحرب العالمية الثانية شارك ما يقرب من 700 ألف من الجورجيين في الجيش الاحمر ضد ألمانيا النازية بينما حارب آخرون أيضا على الجانب الألماني كما قتل ما يقرب من 350 ألف من الجورجيين في ساحات القتال على الجبهة الشرقية وبدأت حركة المعارضة لاستعادة الدولة الجورجية تكسب شعبية في الستينيات من المنتسبين للمعارضة الجورجية أكثر عضوين نشاطاً هما ميراب كوستافا وزفياد جامساخورديا اضطهدت الحكومة السوفياتية المعارضين وقمعت أنشطتهم بقسوة وفي 9 نيسان 1989 انتهت مظاهرة سلمية في العاصمة الجورجية تبليسي بمذبحة قتل فيها العديد من الاشخاص من قبل القوات السوفياتية قامت انتخابات تشرين الأول 1990 للجمعية الوطنية بإعادة تشكيل اوماغليزي سابخو المجلس الأعلى أول انتخابات في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تجري رسمياً على أساس التعددية الحزبية وبالتالي الساحة السياسية في حين أن الجماعات الأكثر تطرفا قاطعت الانتخابات وعقدت منتدى بديلاً بدعم مفترض من موسكو المؤتمر الوطني بينما اتحدت اطراف أخرى من المعارضة المناهضة للشيوعية في الدائرة المستديرة-جورجيا الحرة خلف معارضين سابقين مثل ميراب كوستافا وزفياد جامساخورديا وفاز الأخير بالانتخابات بهامش واضح 155 من اصل 250 مقعدا في البرلمان في حين أن الحزب الشيوعي الحاكم لم يحصد سوى 64 مقعدا فشلت جميع الأطراف الأخرى في الحصول على أكثر من عتبة 5٪، وخصصت لها بالتالي بعض مقاعد دوائر انتخابية ذات عضو واحد وفي 9 نيسان 1991 وقبل وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفياتي أعلنت جورجيا استقلالها في 26 أيار 1991 انتخب زفياد جامساخورديا كأول رئيس لجورجيا المستقلة أوقد غامساخورديا القومية الجورجية وتعهد بتأكيد سلطة تبيليسي على مناطق مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية التي كانت تصنف على أنها أقاليم الحكم الذاتي في إطار الاتحاد السوفياتي لكنه سرعان ما أطيح به في انقلاب دموي من 22 كانون الأول 1991 إلى 6 كانون الثاني 1992 عد الانقلاب بتحريض من جزء من الحرس الوطني ومنظمة شبه عسكرية تسمى مخيدريوني أو الفرسان دخلت البلاد في حرب أهلية مريرة استمرت حتى ما يقرب من عام 1995 عاد إدوارد شيفرنادزه إلى جورجيا في عام 1992 وانضم إلى قادة الانقلاب كيتوفاني وايوسيلياني لرئاسة ثلاثية لما يسمى مجلس الدولة وفي عام 1995 انتخب شيفرنادزه رسمياً رئيساً لجورجيا في الوقت نفسه تصاعدت النزاعات في الإقليمين الجورجيين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بين الانفصاليين المحليين وغالبية السكان الجورجيين واندلع العنف على نطاق واسع بين الجماعات العرقية بدعم من روسيا حصلت كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية باستثناء بعض المناطق على استقلال الأمر الواقع عن جورجيا وطرد ما يقرب من 230-250 ألف من الجورجيين من أبخازيا من قبل الانفصاليين الأبخاز ومتطوعين من شمال القوقاز في الفترة بين عامي 1992-1993 كما هرب أيضاً ما يقرب من 23 ألفاً من الجورجيين من أوسيتيا الجنوبية بينما اضطرت العديد من العائلات الاوسيتية للتخلي عن منازلها في منطقة بورجومي والانتقال إلى روسيا وفي عام 2003 أطيح بشيفرنادزه الذي أعيد انتخابه في عام 2000 في ثورة الزهور وذلك بعد أن أكدت المعارضة الجورجية والمراقبون الدوليون أن الانتخابات في الثاني تشرين الثاني مشوبة وغير نزيهة.[37] قاد الثورة كل من ميخائيل ساكاشفيلي، زوراب جفانيا ونينو بورجانادزه، وهم أعضاء سابقون وقادة من حزب شيفرنادزه الحاكم. انتخب ميخائيل ساكاشفيلي رئيسا لجورجيا في عام 2004 في أعقاب ثورة الزهور أطلقت سلسلة من الإصلاحات لتعزيز قدرات البلاد العسكرية والاقتصادية أدت جهود الحكومة الجديدة لإعادة تثبيت السلطة الجورجية في جمهورية ذاتية اجاريا ذات الحكم الذاتي في جنوب غرب البلاد إلى ازمة كبيرة في أوائل عام 2004 النجاح في أجاريا شجع ساكاشفيلي على تكثيف جهوده ولكن دون نجاح، في اوسيتيا الجنوبية الانفصالية هذه الأحداث إلى جانب اتهامات بتورط جورجي في حرب الشيشان الثانية أدت إلى تدهور حاد في العلاقات مع روسيا غذى هذا النزاع أيضا دعم ومساعدة روسيا المفتوحة لاثنتين من المناطق الانفصالية في جورجيا على الرغم من تزايد صعوبة هذه العلاقات توصل الطرفان في أيار 2005 إلى اتفاق ثنائي حول سحب القواعد العسكرية الروسية التي يعود تاريخها إلى العهد السوفياتي في باتومي وأخالكالاكي أوفت روسيا بالتزاماتها من الاتفاقية في سحب جميع الأفراد والمعدات من هذه المواقع بحلول كانون الأول 2007 قبل الموعد المحدد وشهد العام 2008 نزاعاً عسكرياً بين جورجيا من جهة وروسيا والجمهوريات الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جهة أخرى حشدت كل من جورجيا وروسيا قوات عسكرية كبيرة على مقربة من حدودهما مع أوسيتيا الجنوبية بعد القصف الجورجي لعاصمة أوسيتيا الجنوبية تسخينفالي في وقت متأخر من مساء السابع من آب بدأت القوات المسلحة الجورجية في الزحف إلى اوسيتيا الجنوبية بدعم من المدفعية ونيران منصات إطلاق متعددة الصواريخ استمرت المعركة ثلاثة ايام وخلفت مدينة تسخينفالي في دمار هائل ادعى المسؤولون في أوسيتيا الجنوبية والمسؤولون الروس بمسؤولية الجيش الجورجي عن مقتل 2100 مدني في أوسيتيا الجنوبية مع ذلك فإن هذه الادعاءات لم تثبت ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان ومحققون من الاتحاد الأوروبي في اوسيتيا الجنوبية اتهموا روسيا بالمبالغة في حجم الخسائر البشرية عدد القتلى الفعلي وفقا لمكتب المدعي العام الروسي 162 قصفت قاعدة قوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في أوسيتيا الجنوبية وقتل أفراد من الطاقم العامل توغلت فجرا في 8 آب قوات من الجيش الروسي الثامن والخمسون في أوسيتيا الجنوبية من خلال نفق روكي الذي تسيطر عليه روسيا كما شن سلاح الجو الروسي سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف منسقة متعددة داخل الاراضي الجورجية ومع إرسال روسيا وجورجيا على حد سواء المزيد من القوات إلى اوسيتيا الجنوبية تصاعد الصراع بين جورجيا من جهة وروسيا وأوسيتيا وفيما بعد الانفصاليين في أبخازيا من جهة أخرى بسرعة إلى حرب شاملة النطاق في 2008 بسبب القتال العنيف في اوسيتيا الجنوبية توفرت العديد من التقارير المشكوك بها حول عدد القتلى والجرحى على كلا الجانبين أي استهدف بالضربات الجوية وحالة تحركات القوات ومواقع القوات على خط الجبهة الجورجية الروسية بعد أيام قليلة من القتال العنيف دفعت القوات الجورجية خارج أوسيتيا الجنوبية وتقدمت القوات الروسية من اوسيتيا الجنوبية إلى الاراضي الجورجية غير المتنازع عليها واحتلت مدينتي غوري وبوتي تلا ذلك دخول قوات غير نظامية من أوسيتيا والشيشان والقوزاق وتم التبليغ عن ونهب وقتل وحرق وبحلول 11 آب اشتعلت جبهة ثانية في ابخازيا واستولت على أراض إضافية في غرب جورجيا وفي 12 أغسطس أعلن الرئيس دميتري ميدفيديف وجود نية لوقف المزيد من العمليات العسكرية الروسية في جورجيا انسحبت القوات الروسية من غوري وبوتي لكنها بقيت في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا والتي تعترف بها كبلدان مستقلة بينما تعتبرها جورجيا أراض خاضعة للاحتلال الروسي.
الرمز الرسمي
الخريطه

العمله