أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

366 - ملويه سامراء بالعراق

المئذنة الملوية تعتبر واحدة من الآثار العراقية القديمة وقد كانت في الأصل مئذنة المسجد الجامع الذي أسسه المتوكل عام 237 هـ في الجهة الغربية لمدينة سامراء واعتبرت في حينها من أكبر المساجد في العالم الإسلامي وينسب تشييدها الى المهندس الكلداني دليل يعقوب والمئذنة الملوية تقع على بعد 27.25 متر من الحائط الشمالي وهي مقامة على قاعدة مربعة ضلعها 33 م وارتفاعها 3 م يعلوها جزء اسطواني يحيط به من الخارج درج حلزوني يلتف حول بدن المئذنة من الخارج وهو من خمس طبقات تتناقص سعتها بالارتفاع الدرج سعته 2 متر وهو بعكس عقارب الساعة وعدد درجاته تبلغ 399 درجة والارتفاع الكلي للمئذنة يبلغ 52 مترا في أعلى القمة طبقة يسميها أهل سامراء بالجاون وهذه كان يرتقيها المؤذن ويرفع به الأذان وتقع المئذنة الملوية في مدينة سامراء العراقية التي تحتوي عدة آثار تعود لعصر حكم الدولة العباسية تظهر المئذنة الملوية على الدينار العراقي وبسبب هذا الصرح سميت سامراء (سر من رأى) وكانت الصومعة الملوية كمئذنة وليست كما يظن البعض للزينة وتقسم الملوية إلى ثلاثة اقسام هي القاعدة من مربعين الواحد فوق الآخر وارتفاعهما معا 4.20 م وطول ضلع المربع الأسفل 31.5م وهناك افريز بارز ارتفاعه 15 سم يمتد حول الجوانب الاربعة للقاعدة اما المربع الثاني فهو المربع السابق مباشرة واصغر منه قليلا وابعاده3.60×3.40م وجوانب القاعدة مزخرفة بعدد من الحــنايا المستطيلة المجوفة فهناك ست حنايا على الجانب الجنوبي المقابل للضلع الشمالي للجامع وتسع حنايا على كــل جانب من الجوانب الثـــلاثة الاخـرى ويتحدث أجدادنا أنهم رأوا بقايا أعمدة من الخشب على قمة الملوية المسماة بالجاون ويقال إنها سقيفة يستظل بها المؤذن وإن هناك أيضا درابزين من الخشب يمسك به الصاعد ومن الجدير بالذكر أن الناس كانوا يعتمدون حين ذاك على رؤية المؤذن على قمة الملوية لتحديد أوقات الصلاة بالطبع يتعذر وصول الصوت إلى مسافات بعيدة وإن اتجاه المسجد نحو القبلة دقيق بشكل كبير مما يعكس صورة مشرقة عن التقدم العلمي الذي كان عليه المسلمون آنذاك.