أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

374 - معبد الرأس السوداء ومقبرة اللاتين بالأسكندريه مصر


يعد معبد الرأس السوداء المعبد الوحيد المكتشف بالاسكندرية والذى ينسب للعصر الرومانى بالمدينة وقد تم اكتشافة بطريق الصدفة فى عام 1936 م والمعبد فى حالة جيدة وهو من نوع غير مألوف إذ يبدو من حجمة الصغير أنه معبد خاص وهو بالفعل أول معبد خاص يقوم بتشييده فرد من أفرد الشعب ويرجع تاريخة إلى العصر الرومانى وهو مكون من طابقين صمم على أن يكون الطابق السفلى منه للعبادة والعلوى منه الذى يقع فى شمال المعبد للسكن والاقامة وقد تم نقلة من مكانة الأصلى بسيدى بشر إلى هذا الموقع بأرض اللاتين ، وكانت هناك عدة أسباب هامة وراء نقل هذا المعبد وهى أهمية المعبد الرومانى والذى يرجع إلى منتصف القرن الثانى الميلادى وتآكل إحجار المعبد وتهدور حالته وزيادة العشوائيات والزحف العمرانى بأرض الرأس السوداء فى سيدى بشر وقد وقع الاختيار على أرض اللاتين بمنطقة باب شرق نظرا لتوافر عدة عوامل منهاأن يكون فى منطقة بقلب الاسكندرية وأن يتكامل فيها العرض السياحى والأثرى حيث أنه من المخطط أن يقام بأرض اللاتين صالة عرض لقطع الموازييك مع وجود المقبرة المرمرية بذات المنطقة مما يجعلها منطقة سياحية وقد شيد هذا المعبد الفارس الرومانى أيزادور من أجل الإلهة أيزيس بمناسبة شفاء قدمه عندما سقط من على عجلته الحربية وتقوم مبانى هذا المعبد أسوة بكل المعابد الرومانية على أرضية مرتفعة يمكن الوصول إليها بواسطة درجات السلم المبنية فى الأمام وبعرض الواجهة كلها وعددها أحدي عشر درجة ثم يؤدى هذا السلم إلى دهليز به صف من أربع أعمدة أيونية منحوتة من الرخام الأبيض المعرق قليلا وهى مقامة على قواعد مربعة من الحجر الجيرى فى وسط هذه الأعمدة يوجد قاعدة صغيرة من الرخام الأبيض الضارب إلى الزرقة وهذه القاعدة مربعة الجوانب ويعلوها قدم ترتدى حذاء مكشوفا والقدم أيضا من الرخام الأبيض الناصع وعلى القاعدة يوجد نفش باللغة اليونانية من تسعة أسطر وترجمته لقد أهدى إيزادور صورة هذه الأقدام إلى الإلهة التى حفظته بعد السقطة المميته من العربة وخلف الأعمدة اليونانية الأربعة نجد الحجرة الرئيسية للمعبد وهى مربعة الشكل ويمكن الوصول إليه أيضا عن طريق سلم ثانوي جانبى فى حائطة الشرقى أما الحائط الشمالى لهذه الحجرة وهو الذى يقع فى مواجهة الدهليز فتشغله مصطبة كبيرة مبنية بالحجر الجيرى وضعت عليها خمسة تماثيل من الرخام الأبيض لآلهة المعبد وهى بالترتيب التى من الشرق إلى الغرب إيزيس ثم تمثالان لأوزوريس كانوب ثم الإلهة هرمانوبيس فالإله حربوقراط وتمثالان للإله أوزوريس وكل هذه التماثيل موجودة الآن بالمتحف اليونانى الرومانى بالاسكندرية اما ما هو معروض بالمعبد نسخ من التماثيل الأصلية كما وجد بالحجرة أيضا تمثالان لأبى الهول بالقرب من مذبح صغير أقيم أمام المصطبة أما الجزء السكنى من المبنى وهو الطابق العلوي فيمكن الوصول إليه عن طريق سلم ضيق فى الجدار الشرقى للمعبد وهذا الجزء يتكون من حجريتين متهدمتين بعض الشىء تقعان فى صف واحد مع المعبد وبعرضه لا تختلفان فى طريقة بنائهما عن تلك الطريقة التى استعملت فى بناء الدور السفلى مما يدل على أنها من نفس عصر المعبد وقد غطى جزء من أرضية الحجرة الخلفية من الطابق العلوى بقطع من الرخام رصت بطريقة مهذبة أما الجزء الذى لم يغط بقطع الرخام فيبدو أنه قد شغل بأريكتين بدليل وجود حائطين صغيرين فى الحجرة فى مكانهما ويبدو أن هذه الأرضية الرخامية قد أخذت من قطع رخامية سبق استخدامها بدليل وجود حرف الباء اليونانى منقوشا على إحدى القطع وتفتح هذه الحجرة عن طريق باب على حجرة أخرى تهدمت بفعل الزمن ويرجع تاريه مقبرة اللاتين المعروفة باسم مقبرة الألباستر إلى أوائل العصر البطلمى والجدير بالذكر أن موقع المعبد علي طريق الحرية أمام قسم باب شرقي بجوار كنيسة اللاتين ومواعيد الزيارة 9 صباحاً الي 5 مساء والمعبد مفتوح للزيارة مجاناً والمعبد هو من الآثار الرومانية الموجودة بالإسكندرية.