أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

395 - قصر الباهية بالمغرب

قصر الباهية أحد المعالم التاريخية لمدينة مراكش المغربية وينتمي قصر الباهية الواقع في مراكش والذي يعود بناؤه إلى عهد الدولة العلوية للوزير أحمد بن موسى على عهد السلطان عبد العزيز مسير شؤون الدولة انذاك والملقب بـبا حماد حيث جلب هذا الأخير امهر الصناع والحرفيين للاشتغال بالقصر لمدة ست سنوات متتالية إلا أن القدر المحتوم حال دون رؤيته للقصر حيت وافته المنية سنة 1890 والأشغال لم تنته بعد ويضم قصر الباهية عدة أجنحة وقاعات وملحقات وأحواض وحدائق بالإضافة إلى المنتزه والحديقة التي يتوسطها صهريج المعروف باسم أكدال با حماد وبعد وفاة با حماد ترددت على القصر شخصيات نافذة حيت استقرت به سنة 1906 منها المدني الكلاوي أخ باشا مراكش وشيد به بناية في الطابق الثاني بعده حل المقري بالقصر إلى حدود 1912 بعدها عرف القصر تهيئة جديدة وأصبح مقرا للمقيم العام الفرنسي ليوطي فأضيفت له المدفئات ومكيفات الهواء تبلغ المساحة الإجمالية للقصر حوالي 22 ألف متر مربع إلا أنها تقلصت بعد تشييد عدة مؤسسات ومرافق في الحديقة الكبرى التي تم فصلها عن القصر كما تغير مدخله الأصلي الذي يوجد بحي رياض الزيتون الجديد إلى بوابة قرب حي السلام الملاح ومن بين الأجنحة المفتوحة حاليا في وجه الزوار الرياض الصغير الذي يعد من الأجنحة المتميزة داخل القصر ببنائه الشبيه بهيئة المدارس العتيقة من حيث الأروقة التي تعلوها أفاريز خشبية مزخرفة بألوان زاهية بمواد طبيعية وكان يشكل ديوان با حماد الذي يستقبل فيه رجالات الدولة ومنه تدبر شؤون البلاد استقر به المقيم العام ليوطي واتخذه منزلا ومكتبا يتكون فناؤه من الرخام والزليج ويتوفر على أربعة أحواض تتوسطها نافورة وتنفتح عليه قاعات تتميز أسقفها بزخرفة متميزة ثم الساحة الصغرى التي يتواجد بها نافورة رخامية وهي من بين الأجنحة الخاصة بـ با حماد صحن هذه الساحة يتداخل فيه الزليج والرخام وتحيط بها أربع قاعات كبيرة بأروقة وأقواس استخدمت مكاتب للضباط الفرنسيين هذا إضافة إلى الساحة الشرفية أو ساحة الرخام الكبرى وهي عبارة عن فناء واسع ومن أكبر ساحات القصر تحيط بها أروقة بـ 52 عمودا من الخشب أرضيتها من الرخام وبها ثلاث نافورات إحداها وسط صهريج صغير وغالبا ما يستغل هذا الجزء لإقامة الحفلات الموسيقية والمعارض التشكيلية وتنفتح عليها عدة قاعات بنوافذ ذات شبابيك حديدية ومن أهم قاعاتها القاعة الشمالية وهي من أكبر قاعات القصر جدرانها مكسوة إلى النصف بالزليج ونوافذها مفتوحة على الحديقة الاندلسية دائمة الاخضرار وتعلوها افريزات من الجبص بشماسيات وسقف خشبي بألواح مزخرفة ذات طابع إيطالي وهي أحدث مابني في القصر كما تدل على ذلك لوحة بأحد الجدران تشير إلى سنة 1899 ومن الساحة الشرفية تلج الرياض الكبير بواسطة ردهة منقوشة ومزخرفة وقد عرف عدة تغييرات في عهد با حماد بالقاعة الكبرى الشمالية توجد أبيات شعرية منقوشة على الجبص تؤرخ لبنائه كما شهدت قاعته الجنوبية عدة تغييرات تتضح من خلال شكل السقوف والزخارف وبجوارها جناح الزوجة النبيلة وهو عبارة عن صحن مغطى بسقف خشبي به قاعتان وبهوان ويعد قصر الباهية تحفة رائعة نظرا لزخرفة أبوابه ونوافذه بباقات الأزهار والنباتات أو ما يعرف بـالتشجير وتم تصنيف القصر كمعلم تاريخي يلج إليها الزوار والسياح الأجانب للتملي بفنون العمارة المغربية خصوصا النقش على الخشب وقد اشرف على بناء القصر المهندس محمد بن المكي المسيوي الذي تلقى فنون صناعة الخشب بمكناس وفن النقش على الجبص بفاس على يد الضابط الفرنسي اركمان رئيس البعثة الفرنسية قبل الحماية وكانت النواة الأولى لقصر الباهية على يد الحاجب الملكي موسى بن أحمد البخاري حيت شيد الرياض الكبير والساحة الشمالية للقصر لتتوقف الأشغال بهذا الجزء سنة 1886 وبعد وفاته تولى ابنه المعروف بـ با حماد استكمال بناء القصر فجمع في البداية حوالي 60 منزلا لتشكيل قصر كبير يعد رائعة الفن المعماري المغربي في أواخر القرن التاسع عشر.