أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

405 - ساعه الأعظميه ببغداد العراق

يعود تاريخ ساعة الاعظمية الى عام 1919م  يوم أهديت ساعة الحضرة الكيلانية ذات الوجهين الى جامع الأمام الأعظم لتصليحها ونصبها فيه غير ان الساعة كانت قديمة وقد تلف الكثير من أجزائها أثناء نقلها وقد حاولت الأوقاف حينها تصليحها الا ان المحاولات باءت بالفشل مما اضطرها للاعلان عنها في الصحف المحلية العراق 17شباط1921 تطلب من المتعهدين وذوي الاختصاص في موضوع تصليح الساعة مراجعتها فلم يلب أحد وفي 19آذار 1921 تقدم الحاج عبد الرزاق محسوب الأعظمي يتعهد بتصليحها وبعد ان فحصها وجدها غير صالحة فاقترح على الأوقاف قيامه بصنع ساعة مثلها وتعهد إنشاءساعة جديدة وقد وافقت مديرية الأوقاف على الطلب وكتبت له بتاريخ 24آذار 1921 بموافقتها على القيام بصنع ساعة جديدة وفي 25آذار1925 بدأ المشروع ينفذ في معمل بيت عبدالرزاق في محلة الشيوخ بعدما رسم في ذهنه خطوطها الرئيسية ووضع تصميما لصنع ساعة كبيرة مع هيكلها الخاص ذات اربعة اوجه بدلا من تلك الساعة ذات الوجهين وبعد عمل مضن دؤوب دام 8 سنوات ونصف بمساعدة اولاده محمد رشيد وعبدالهادي وبعد ان انفق كثيرا من المال اتمها في 28/12/1929 طلب من ادارة الاوقاف تسلمها هبة منه لوجه الله وطلب القيام ببناء البرج المناسب لها الا ان عقليات الاوقاف حينها شككت في صنعها فماطلت بذلك ورفضت تسلمها فاقام لها برجا جديدا في بيته وكانت تسمع بانتظام ويسمع صوتها من بعيد وكل اجزائها عراقية غير مستوردة وقد اغتنم الحاج عبدالرزاق فرصة اقامة معرض ببغداد 1932 وعرض الساعة التي حازت الجائزة الاولى وبقت تعمل في حدائق المعرض حتى اواخر شباط 1933 واعيدت الى المعرض بالاعظمية ووافقت الاوقاف على تسلمها ولم تضعها في جامع الامام الاعظم بحجة بناء البرج وبقت هكذا لمدة 26سنة وبعد 14تموز1958 تم بناء برج اسطواني بارتفاع 25م وكسي بالفسيفساء الازرق والابيض وسنة 1961 نصبت الساعة وبقت تعمل بانتظام وعام 1973 قامت الاوقاف باكساء البرج بصفائح من معدن الالمنيوم المضلع باللون الذهبي وبقيت الساعة منتظمة العمل حتى عام 2003م حينما غزا الأميركان العراق واحتلوا بغداد ودمروا بندول الساعة يوم 10نيسان 2003م وقد قام ديوان الوقف السني وعدد من الشركات بإعادة ترميم البرج فيما قام ثلاثة من عائلة محسوب هم د.صالح عبد الرزاق وفؤاد رشيد عبد الرزاق وحذيفة سالم عبد الهادي عبد الرزاق وعلى مدى اشهر عدة بإعادة ترميم وتشغيل ماكنة الساعة وتصليح اجزائها المتضررة وتم نصبها من جديد عام 2005م.