أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

410 - بقايا مملكه الحضر بالعراق

مملكة الحضر أو مملكة عربايا هي من أقدم الممالك العربية في الهلال الخصيب وتحديداً في السهل الشمال الغربي من وادي الرافدين الذي هو غرب العراق وشرق سوريا حالياً تمركزت مملكة الحضر في مدينة الحضر التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل على مسافة 110 كيلومتراً وتبعد عن مدينة آشور القديمة حوالي 70 كيلومتراً ظهرت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي وحكمها أربعة ملوك استمر حكمهم قرابة المائة عام وعرفت مملكة الحضر أو مملكة عربايا بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها الحضر كانت في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل وجدت كتابة على أحد المباني تقول سنطروق هو ملك العرب وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس سنة 199م بعد أن احتل كلاً من بابل وسلوقية وتيسفون لأن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً واستخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة وقتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطر على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس سنة 241م ودمرت تدميراً شديداً ومنع أهلها من حمل السلاح وكانت تلك نهاية مملكة عربايا وعرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها وكانت مدينة الحضر التي أسست في القرن الثاني قبل الميلاد في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل ويجدر بالذكر الى أن ممالك عربية كانت أيضا موجودة في منطقة الهلال الخصيب في نفس الفترة، أهمها مملكة الأنباط وعاصمتها البتراء ومملكة تدمر وعاصمتها تدمر ودولة المناذرة وعاصمتها الحيرة ودولة الغساسنة وعاصمتها الجابية ومدينة الحضر مستديرة تقريباً وقطرها حوالي الكيلومترين يحيط بها خندق عميق محكم الجانب كما يحيطها سور مدعم بـ 163 برجاً ويتكون هذا السور من جدارين عرض كل منهما 3م و 2.5م وبينهما مسافة 12م عند البوابة الشمالية كما وجد خط ترابي يلف بالمدينة من جميع الجهات على بعد نصف كيلومتر خارج السور ولا يعرف إن كان سوراً خارجياً أم أنه حلقة أحكم بها العدو حصاره للمدينة وتقع على أطرافها عدد من القلاع و قد تميزت المدينة بموقع يحتل أهمية تجارية وعسكرية فضلاً عن وفرة مياهها العذبة وأراضيها الخصبة وشعار المدينة هو الصقر وهو يمثل قوة وهيبة المدينة التي يحكمها آل نصر الأقوياء اشتهرت الحضر في زمن جذيمة الوضّاح الأبرش والذي اغتالته الزباء ملكة تدمر وكان سكان الحضر وثنيون يعبدون آلهه منها اللات وشمش الشمس ثم تحولوا إلى الديانة المسيحية وغدت دولتهم دولة دينية تحكم بحكم ديمقراطي حيث يحق للكل إبداء رأيه ولقد حكم مملكة الحضر أربعة ملوك على مدى 84 عاماً والملوك هم: الملك ولجش (158- 165م) والملك سنطروق الأول (165- 190م) وهو أخو الملك ولجش ولقب بملك العرب بحسب ما أوضحت النقوش القديمة في مباني الحضر والملك عبد سميا (190- 200م) وهو ابن سنطروق الأول والملك سنطروق الثاني (200-241م) وهو ابن عبد سميا وكان كل سكان الحضر من القبائل العربية بينما كانت توجد بينهم أعداد من الآراميين الذين كان لهم تأثير على في اللغة والكتابة والمعتقد وكانت مدينة الحضر على الطريق الرابط بين عاصمتي السلوقيين سلوقية وأنطاكية وكان سكان الحضر وثنيين يعبدون آلهة عدة منها اللات وشمش الشمس قد أطلق الحضريون كلمة شمش ليعنوا بها الحقيقة المطلقة ونعتوا الشمس بالإله الأكبر وقد تخيلوه على هيئة كهل عاقل كما توضح رسومهم على أقواس واسكفات في المعبد الكبير وقد اختلف حول اسم الإله شمش وجاء بعدة مسميات عند العرب قبل الإسلام فهو من الآلهة التي عبدتها العرب منذ القدم في شمال شبه الجزيرة وجنوبها وقيل إنها كانت إلهاً ذكراً عند العرب أما بعل سمين أو بعل شمين فهوآلهة شبيهة عند عرب الجنوب وهو رب السماء عند العرب الجنوبيين الذين اخذوا عبادته من العرب الشماليين.