أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

420 - جامع القرويين بفاس المغرب

جامع القرويين أو مسجد القرويين هو جامع في مدينة فاس المغربية بني عام 859 م قامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد وكان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى وقد سمي الجامع بالقرويين نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية ولا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين عمال عبد الرحمن الناصر على المدينة وتعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي وقام المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة كان هناك تفنن من قبل المعماريين في صنع القباب ووضع الأقواس ونقش آيات القرآن والأدعية وأبرز ما تركه المرابطون في المسجد هو المنبر الذي لا يزال قائما إلى اليوم بعد المرابطين قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى والتي تزين المسجد الفاسي إلى اليوم ولمسجد القرويين سبعة عشر بابا وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسط المسجد كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء في الأندلس وعرف الجامع المزيد من الاهتمام في مجال المرافق الضرورية فزين بالعديد من الثريات والساعات الشمسية والرملية وأضيفت للمسجد مقصورة القاضي والمحراب الواسع وخزانة الكتب والمصاحف طراز الجامع المعماري بشكل عام هو الطراز المعماري الأندلسي وبعد بناء الجامع قام العلماء بإنشاء حلقات لهم فيه كان يجتمع حولها العديد من طلاب العلم وبفضل الاهتمام الفائق بالجامع من قبل حكام المدينة المختلفين تحولت فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية ذائعة الصيت كقرطبة وبغداد ويعتقد أن القرويين قد انتقل من مرحلة الجامع إلى مرحلة البداية الجامعية في العهد المرابطي حيث قام العديد من العلماء باتخاذ المسجد مقرا لدروسهم حسب النصوص المتوفرة فإن القرويين دخل مرحلة الجامعة الحقيقية في العصر المريني حيث بنيت العديد من المدارس حوله وعزز الجامع بالكراسي العلمية والخزانات.