أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

421 - قلعه القاهره بتعز اليمن

تطل قلعة القاهرة على مدينة تعز ويقدر ارتفاعها بحوالي 1500م عن مستوى سطح البحر على السفح الشمالي لجبل صبر حيث ترتكز على مرتفع صخري يطل على المدينة ويقال إن هذه المنطقة التي بها القلعة هي في الأصل تعز القديمة وسميت بعد ذلك بـ(القاهرة) وترجع المصادر التاريخية تأسيسها إلى ما قبل الإسلام و يذكر أن قلعة القاهرة كانت تسمى حصن تعز وبعد الاحتلال العثماني لليمن أطلقوا اسم تعز على المدينة إلى أن جاء حكم الإمام المطهر بن شرف الدين وغير اسم القلعة إلى قلعة القاهرة إن قلعة القاهرة قد قامت بأدوار عسكرية وسياسية هامة خلال تاريخها الطويل وليس ذلك فحسب بل إنها أيضا تمثل تحفة معمارية نادرة بما تحويه من منشآت متنوعة فضلاً عن موقعها المطل على مدينة تعز لذا توجهت إليها الأنظار وامتدت إليها يد الترميم والتطوير لصيانتها وتأهيلها لتستقبل الزوار في منشآتها الترفيهية كالمنتزهات والمطاعم والشلالات بالإضافة إلى المكتبة والمسرح والمتحف ومرافق أخرى تقدم خدماتها الراقية لمرتاديها وقد وصفها المؤرخون والرحالة بأنها قلعة عظيمة وجميلة من قلاع اليمن وأبراج شاهقة آية في الجمال والقوة منهم ابن بطوطة وياقوت الحموي وادوار فيكودي والكابتن الهولندي بترمان وغيرهم الكثير من الرحالة والمؤرخين القدماء ويسمى الجزء الأول منها بـ(العدينة) ويضم حدائق معلقة على هيئة مدرجات شيدت في المنحدر الجبلي وسدا مائيا وأحواضا نحتت وشيدت في إحدى واجهات الجبل فضلا عن القصور التي تتناثر في أرجائه محاطة بالأبراج والمتنزهات وفي هذا الجزء توجد أربعة قصور هي دار الأدب ودار الشجرة ودار العدل ودار الإمارة والأخير كان خاصا بالملك إلى قصر الضيافة وهو خاص باستقبال الضيوف ناهيك عن الأنفاق التي تربط القصور بالخارج بأنفاق وممرات سرية والجزء الثاني للقلعة (منطقة المغربة)عدد من القصور وأبراج الحراسة ومخازن الحبوب وخزانات المياه، أما سور القلعة فيعد أحد الشواهد التاريخية المهمة على تاريخ مدينة تعز إذ شيد قديما ليحوي كل أحياء المدينة القديمة التي يعتقد أنها تأسست في عهد الدولة الصليحية (القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي) وقد شيد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120مترا وبسمك أربعة أمتار محتويا على وحدات الخدم وغرف حراسة لا يزال بعضها باقياً حتى اليوم أما سور القلعة فقد تواصل مع سور تعز القديمة والذي كان له أربعة أبواب رئيسة وهي الباب الكبير وباب الشيخ موسى وباب المداجر وباب النصر وفوق كل باب برج مخصص لحراس المدينة كما يوجد تحت البوابة الرئيسية للقلعة من جهة الجنوب منطقة «المؤيد»وتتكون من مدرسة بناها المؤيد في عام 702هـ، وقبة صغيرة وبركة وبقايا متنزه الملك المؤيد، ولم يبق من المدرسة سوى «صرحة»صغيرة أما المتنزه فما زال باقيا بصورة أوضح حتى اليوم.