أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

422 - قصر الفن في غراتس النمسا

تحفة معمارية ومزيج بين الحضارة والحداثة  يعد قصر الفن في مدينة غراتس النمساوية احدى معالم المدينة الحضارية التاريخية والتي انصهر جزء منها في بوتقة الحداثة وقد كان القصر تتويجاً لاستقبال المدينة للثقافة الاوربية حين غدت غراتس عاصمة للثقافة الاوربية عام 2003 وفتح القصر ابوابه للزوار بداية عام 2003 واحتضن خلال العام عدداً كبيراً من المعارض الفوتوغرافية وكذلك كانت بعض الاعمال جسراً حضاريا ثقافياً يربط الغرب بالشرق مثل المعرض الفوتوغرافي حول الجزائر أبان الاحتلال الفرنسي وكذلك معرض الايراني بهمن جلالي حول المكان وايران في زمن الشاه وكذلك العديد من الاعمال الاخرى والتي كانت مركز الثقل في ابداعات المدينة وقصر الفن لزوار العاصمة الثقافية ولقد تفنن المهندسان المعماريان بيتر كوك وكولين فورنيرفي تصميم القصر بالصورة هذه وكان الهدف والغاية من تشييد القصر مع الاحتفاظ بالواجهة الامامية الواقعة بين ساحة تيرول ونهر مور ليس فقط لجذب الزوار من جميع انحاء اوربا بل لجعل المدينة رمزاً حضارياً من معالم الهوية الغراتسية وكذلك يعد القصر مركزاً مهماً للفنون المعاصرة بالاضافة الى فنون العالم منذ عام 1960 قصر الفن تحفة فريدة من الانصهار في بوتقة الهندسة المعمارية والتكنولوجيا ومركز الثقل للتواصل مع العالم عبر اقامة المعارض الفوتوغرافية من خلال عدسة النمسا وقد عرضت خلال الاعوام المنصرمة اعمال كبار المصوريين الفوتوغرافيين من افريقيا واسيا واوربا وبقية انحاء العالم ويقع قصر الفن على عدة طوابق واما الطابق الاخير فهو قمة جاذبية القصرلرومانسية مكانه و لكونه يسيطر على المدينة كلها ويطل على نهر مور وفيه تقام الندوات الثقافية والموتمرات الصحفية قبل اقامة المعارض الفوتوغرافية ولقد شيد القصر على ارقى مستويات المتاحف العالمية وربما اكثر من الناحية التقنية والحداثة  وتستخدم مساحة اكثر من 11 ألف متر مربع لاقامة المعارض ومن اجل المشاركة على اعلى المستويات والمعارض العالمية وكذلك تقنية خاصة لاجهزة التبريد من اجل الحفاظ على الاعمال الفنية الكبيرة ومن اجل الانماء والتطور الاحترافي للمشاريع الفنية الكبيرة في الواجهة والاضواء تتوزع بسخاء كبير لتنير المدينة وتبدو الاضواء على شكل زخارف ولوحات فنية وذو تقنية كبيرة وكذلك توجد في القصر انظمة امن دقيقة بالاضافة الى ساحة لوقوف المركبات تحت بناية القصر لأكثر من 150 مركبة ويعد قصر الفن في غراتس ذو الاروقة الداخلية والساحرية والتي تشبه اماكن تصوير افلام جيمس بوند نقطة التواصل ما بين الفن المعاصر ووسائل الاعلام الحديثة والتصوير الفوتوغرافي والمعارض المتعددة ويقول المصمم المعماري كولين فورنير بان الاروقة الداخلية للقصر هي بمثابة الصندوق الاسود للقصر واما الواجهة الامامية والاضواء التي تضئ ليالي غراتس وبالاخص للجالسين فوق قمة جبل القصر سحر للاعلام والزوار والادباء والفنانين ويعد مشروع القصر للمهندسين المعماريين مزيج بين الحضارة القديمة والمتمثلة ببقاء الواجهة الامامية على الشارع الرئيسي وبين التحفة الحديثة في عالم الهندسة المعمارية في مدينة قديمة ضمتها اليونسكو الى سجلاتها الانسانية واليوم يعد القصر احدى تحف دولة النمسا وفي الطابق الارضي وقبل الخروج من القصر حانوت لبيع المجلات والكتب المتعلقة بالادب والفن والهندسة المعمارية والهدايا التذكارية للسواح القادمين من خارج النمسا وبهذا القصر تزداد التحف المعمارية في مدينة غراتس لتكون قبلة للسواح والفنانين ومهرجانات الموسيقى.