أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

256 - برج وحصن المقطع بأبوطبي

برج وحصن المقطع بوابة جزيرة أبوظبي ومستقبل ومودع زوارها يقف شامخاً منذ ما يزيد على 200 عام والذي أصبح بعد افتتاح جسر الشيخ زايد يتوسط معلمين حضاريين عصريين للعاصمة أبوظبي هما جسرا المقطع والشيخ زايد فأصبح البرج بعداً حضارياً آخر يضاف لبعده التاريخي وعزز من مكانته كمعلم تاريخي من اهم المعالم حين يشار إلى المعالم السياحية في العاصمة فيطل الزائر والمغادر لجزيرة أبوظبي عليه خلال مروره على الجسرين ويمكن للزائر والسائح التعرف اليه اكثر من خلال قلعة أو حصن المقطع الذي يربض هو الآخر منذ أكثر من 50 عاماً على الجانب الرملي للشاطئ وتحول من مركز عسكري حينما شيد إلى مركز للمعلومات السياحية فيعد بوابة المعلومات الخاصة بمعالم أبوظبي السياحية بشكل عام وبرج المقطع بشكل خاص وتشير المصادر إلى معلومات مقاربة عن زمن انشاء برج المقطع الذي يتوسط الماء حيث لا توجد وثائق تشير بالضبط إلى عمره لكن أغلبها يشير إلى أن البرج بني تزامناً مع بناء قصر الحصن أي حوالي العام 1793 حيث تم الاستدلال إلى هذا التاريخ بشكل تقريبي من خلال الاعتماد على العناصر المعمارية والإنشائية له ومقارنتها بما هو قائم حيث بني البرج بالحجارة البحرية المتوفرة بالقرب منه وبالجص المحلي واستخدام جذوع النخيل في أعلى فتحاته الأربع فتشابه هذه العناصر وبناء برج الحصن بأبوظبي ويقع برج المقطع وسط خور يفصل مدينة أبوظبي عن اليابسة في منطقة تسمى المقطع على مرتفع صخري من حجارة مكونة من رمال مضغوطة وتشير المصادر إلى أن هذه البقعة أي المرتفع الذي بني عليه البرج طبيعية لأنه لازالت هناك مرتفعات قريبة منه وأن الناس حينها كانت تجتاز المقطع سيرا على الأقدام حينما يكون المد منخفضاً وبني البرج عند مدخل الإمارة لاستخدامه في الحراسة حتى منتصف القرن العشرين وكان الهدف منه مراقبة زوار المدينة من هذه الجهة المائية لان المياه في المنطقة كانت أكثر ضحالة فيستطيع الناس اجتيازها مشيا على الأقدام ولعل عدم وجود برج آخر سوى برج المقطع يحيط بأبوظبي يشير إلى أن كل الحركة الداخلة للإمارة كانت من هذه المنطقة ولابد من اجتيازها للولوج إلى الجزيرة فمثل لسكان المنطقة حينها نقطة الدفاع الأولى لهم وفي الخمسينيات من القرن الماضي أي فيما يقارب العام 1953 بحسب المصادر أنشئ بالقرب من برج المقطع وعلى الجهة اليابسة من منطقة المقطع وحدة حراسة وجمارك لتكون بديلا لبرج المقطع في أداء دورها الامني اطلق عليها قلعة المقطع أو مخفر المقطع أو حصن المقطع كما هو مدون عليها اليوم بعد إعادة بنائه بمكانه وشكله السابق في 27 أبريل 2003 في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبرعاية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتم في فترة بناء حصن المقطع السابقة عام 1953 إنشاء ممر صخري رملي للسيارات والجمال والمشاة الداخلين والخارجين لأبوظبي بطول 200 متر بدلا من اجتياز المياه مشياً على الأقدام وأزيل هذا الممر الرملي والذي توضحه الصور آنذاك بعد بناء جسر المقطع بينما ظل حصن المقطع أو القلعة حتى منتصف 1970 قائماً وتختلف قلعة المقطع الذي يمثل مخفر شرطة وجمارك عن البرج من حيث عناصره المعمارية والانشائية لأنه بني في زمن متأخر عن برج المقطع ويمثل اليوم مركزاً للمعلومات السياحية ويمكن للزائر من خلال ارتياده منحه الاطلالة على جامع الشيخ زايد وجسر المقطع يميناً وجسر الشيخ زايد يساراً ومواجهة برج المقطع وهذا يعد موقعاً سياحياً متميزاً حيث بني الحصن على شكل مربع من طابقين مستوحيا العناصر المعمارية الوافدة من الضفة الأخرى للخليج العربي أما برج المقطع فهو الشكل دائري ومخروطي قاعدته أكبر من قمته ويصل ارتفاعه اليوم 20متراً و12 سنتيمترا وقطر القاعدة 70 متراً و6 سنتيمترات وقطر القمة 10 أمتار ونصف المتر ويتكون من ثلاثة مستويات مبنية من الحجر الرملي البحري المربوط بالجص المحلي المحروق ولعل البناء السابق له اعتمد على فن معماري مختلط بين الفن الساحلي والصحراوي واعتمد حين تنفيذه بأيدي مواطني الإمارات على استعمال قطع من جذوع النخل بدلاً من خشب الجندل الذي استورد لاحقا من إفريقيا ويلاحظ ان شكل البرج يشابه الكثير من المباني أو الأبراج التي بنيت في إمارات الدولة كحصن أم القيوين ورأس الخيمة ومربعة الخان ومربعة بيت الشامسي بالشارقة.