أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

351 - حديقه الحيوان بالجيزه مصر

حديقة الحيوان بالجيزة هى واحدة من أجمل حدائق الحيوانات فى العالم وأكثرها كثافة من حيث عدد وتنوع فصائل الحيوانات والطيور الموجودة بها وتعد أقدم حدائق الحيوانات في أفريقيا حيث كانت تسمى جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا وتعتبر بين أكبر 4 حدائق من حيث تاريخ الإنشاء مع حدائق فيينا وفرنسا ولندن وتم تأسيس حديقة الحيوان منذ 140 عاماً في عهد الخديوي إسماعيل فهو أول من وضع فكرة حديقة الحيوان بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869 وتم افتتاحها عام 1891في عهد الخديوى محمد توفيق حيث بدأت بعرض أزهار ونباتات مُتنوعة من حيث الشكل والفصيلة وعلى درجة عالية من الجمال وذات الألوان الرائعة التى تجذب الأنظار وتقع الحديقة على مساحة 80 فدان على الضفة الغربية من نهر النيل وتطل من الشمال على جامعة القاهرة وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية وبحيرات للطيور المعروضة وبها متحف تم بناؤه عام 1906 به مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المُحنطة والتلال المُعدة لسكن الحيوانات المختلفة وهذه التلال مزروعة بأنواع نادرة من نباتات الصبار وتتميز حديقة الحيوان بالجيزة بنباتاتها النادرة والتى تم استيرادها من خارج مصر وبأرضياتها المُغطاة بالحجارة المُلونة والموضوعة في أشكال هندسية رائعة هذا بالإضافة إلى المجاري المائية والبحيرات والكباري ويعيش في حديقة حيوان الجيزة الحيوانات الثديية والطيور والزواحف والبرمائيات من جميع أنحاء العالم ويعيش بالحديقة عدد كبير من الحيوانات البرية الأفريقية وموطن لفصائل عديدة من الحيوانات والطيور التى انقرضت من الوجود ومن بين هذه الأنواع النادرة الماعز الجبلى والغزال المصرى ومالك الحزين كما يوجد بها بعض الأسماك وبعض اللافقاريات كالعناكب والحشرات الأخرى وتمتاز بحدائقها الجميلة الواسعة وممراتها التي تحفها الأشجار الوارفة التي تقود الزائر من مكان إلى آخر وتتكون الحديقة من خمسة مناطق فى صورة تلال منها تل القلعة والذى يُعد أكبر التلال الموجودة وهو مُزين بمجموعة من التماثيل للديناصورات المُنقرضة والتماسيح وطيور ذات أشكال غريبة وأمام بيت الأسود يوجد اثنين من التلال الصناعية مُتصلين معاً بكوبري حديدي مُعلق وهو نادر من نوعه فى مصر كما تحتوى على مماشى مُغطاة بالنباتات ومجموعة من مساقط المياه ومساحة فى المُنتصف تستخدم كمكان للراحة كما يوجد بها مجموعة من التماثيل لطيور وزواحف مصنوعة من الأسمنت والحصى وتنساب المجارى المائية عبر مجموعة من الكهوف التي تحتوي على صخور مرجانية بيضاء مُعلقة داخل شلالات تؤدى إلى بحيرة صغيرة ذات جزيرتين مُتصلتين معاً بكوبري خشبي وهناك بيوت الثعالب والقطط والكلاب وجزيرة الشاي وكشك الموسيقى وكذلك بيوت السباع والنمر الأفريقي بالإضافة إلي بيت الزواحف والكشك الياباني وهو متحف صغير داخل الحديقة يحتوي على بعض المُقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديماً وحديثاً تم إنشاؤه في عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان لمصر ويتكون من ثلاث قاعات كبيرة ويُعرض فيه مجموعات كبيرة من الطيور والزواحف والأسماك والحيوانات المُحنطة علاوة على مجموعة من الهياكل العظمية ويوجد أيضاً قاعتين يُعرض بهما مجموعات مختلفة من جلود الزواحف والطيور ومُلحق بالمتحف معمل للتحنيط يقع خلف المتحف وتعتبر حديقة الحيوان بالجيزة من الحدائق العريقة في العالم فهى كانت في الأصل حديقة نباتية من حدائق الأسرة المالكة ثم جعل منها الخديوي إسماعيل منشأة نباتية رائعة تحتوي علي النباتات المستوردة من الخارج والتي لايزال الكثير منها بالحديقة ويوجد بها أقدم سلحفاة في العالم إذ يبلغ عمرها 300 عام وموطنها الأصلي جزر جلابا جوس وكذلك بها عدد من الحيوانات النادرة كالنعام الاسترالي والحية الهندية التي تعتبر من الزواحف المُعمرة بالحديقة فقد يصل عُمرها إلى 50 عاماً والتماسيح النيلية ذات الأحجام الكبيرة والفيل الهندي والجمل ذو السنامين والنسر الأمريكي وعمره 125 عاماً وكذلك فرس النهر المعروف بـسيد قشطة وسُمى بهذا الاسم نسبة إلى اسم حارسه سيد والذى كان يُنادونه بـ قشطة رغم أنه أسمر اللون ومن أغرب طباع فرس النهر أن الأنثى عندما تلد الجنين في الماء تأخذه وتخرج به إلي اليابس لتأخذ شهيقاً طويلاً ثم تعود به إلى أعماق بعيدة بالماء لمدة تتراوح من سبعة إلى عشرة أيام ليخرج بعدها المولود مُعتمداً على نفسه وتمثل النسور المُعمرة إحدى سمات الحديقة حيث يوجد النسر الأسمر والذي يزيد عمره على 115 عاماً فقد كان هذا النسر في صباه قوياً شامخاً يستطيع أن يحمل طفلاً صغيراً وزنه 20 كيلو جراماً والطيران به لمسافات بعيدة بينما ظهرت عليه الآن علامات الزمن والشيخوخة ويعتبر النسر الأمريكي والذي يُعد من أقدم النسور في العالم حيث يبلغ عمره أكثر من مائة وخمسة وعشرون عاماً ولقد جاء هذا النسر قبل افتتاح الحديقة حيث كان الخديوي إسماعيل يحصل على هذه الطيور بصفة هدايا من الملوك والأمراء قبل افتتاح الحديقة كما يوجد نسر الكوندور الأمريكي والبالغ من العمر 100 عام وهو قوي وشرس في وقت واحد وأكبر حجماً من النسر الأسمر والأمريكي ويعتبر لأول مرة منذ إنشاء حديقة الحيوان أن تلد أنثى سبع البحر حالة نادرة على مستوى العالم وأيضاً أنثى الضبع التي وضعت لأول مرة توأمين فى فبراير/شباط 2003 وتمثل جبلاية القرود مركز الاهتمام وجذب الزائرين لأنها شبه مفتوحة وذات مساحة كبيرة وهى مُصممة على طراز جبلاية حديقة باريس حيث يلتف الناس حول السور الدائرى للجبلاية ليستمتعوا بمُشاهدة مناظر طبيعية لأنواع مختلفة من القرود والنسانيس التي تجرى وتتسلق الأشجار وتعد حديقة الحيوان مُتنزه عام فهى توضع على قائمة أماكن الترفية والمُتعة لدى المصريين والتى ترتبط بالأعياد والمُناسبات حيث يفضلون قضاءها وسط الحديقة والاستمتاع بمُشاهدة الحيوانات والطيور مُتعددة الأنواع والفصائل ويقوم بخدمتها حوالي 100 طبيب بيطري وأكثر من ألف عامل ويصل عدد زائري الأعياد لأكثر من مليون زائر في الأسبوع ويستمتع الناس على اختلاف أعمارهم بزيارة الحديقة فهم يُشاهدون حيوانات لم يكن بوسعهم رؤيتها ولحديقة الحيوان فوائد غير التسلية والترفيه فهى تساعد الناس في إدراك جمال الطبيعة والمُحافظة على الحياة الفطرية حيث تقدم الحديقة جولات تعليمية ومُحاضرات لطلاب المدارس ومجموعات أخرى، كما تضم ملاهى خاصة للأطفال للعب والتسلية والمرح وتعد حديقة الحيوان إحدى أهم وسائل حماية الحياة الفطرية والحفاظ على العديد من فصائل الحيوانات والطيور والأسماك من خطر الإنقراض منها الثور الأوروبي وأوزة جزر هاواي والسحالي ذات الأجسام الضخمة وأفراس النهر القزم والببور وغيرها من الحيوانات النادرة  ورغم أنها من أقدم ثلاث حدائق في العالم إلا أن حديقة الحيوان في مصر تعرضت مؤخراً لأزمة إثر رفض تجديد انضمامها لقائمة حدائق الحيوان المُهمة في العالم ورغم كونها حديقة نباتية/حيوانية تراثية إلا أن المُهتمين بمُستقبل الحديقة وأنصار البيئة في مصر يعدون الآن خطة قابلة للتنفيذ السريع تهدف إلى إنقاذ حديقة الحيوان المصرية وإعلانها محمية طبيعية وفي 28 يوليو/تموز 2009أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بأنه سيتم اتخاذ الاجراءات الخاصة بالتعاون مع هيئة المساحة والجهات المعنية لضم الجبلاية الملكية والكشك الياباني بحديقة الحيوان بالجيزة لقائمة الآثار الإسلامية والقبطية لتفردها المُتميز خاصة وأنه مر على إنشائها أكثر من 100عام والجدير بالذكر بأنه طرحت فكرة حول نقل حديقة الحيوان إلى محافظة 6 أكتوبر والتي أثارت موجة من الجدل الشديد قوبلت بالرفض من قبل عدد من الخبراء على اعتبار أن حديقة الحيوان جزء من تاريخ مصر لا ينبغى أن يتم التفريط فيه مهما كانت المُبررات والتحذير من خطورة نقل الحديقة من موقعها الحالي حيث يعني نقلها تدمير منطقة تراثية تضم ثروة حيوانية ونباتية نادرة فضلا عن أن حديقة حيوان الجيزة تعد المُتنزه الرئيسى بالنسبة للمصريين ونقلها إلى 6 أكتوبر يعني أنها ستكون مقصورة على الأغنياء فقط وكانت حديقة حيوان الجيزة عند مطلع الثمانينات ثالث أكبر حديقة في العالم بعد حديقتي لندن البريطانية وسان دياجو بالولايات المتحدة نظراً لكونها من الحدائق الملكية بالغة العراقة والقدم وتتميز بوجود سلالات وفصائل حيوانية نادرة فيه إلى جانب وجود متحف للحياة البرية وقاعة ملكية بها وتوجد فيه كافة السلالات المُحنطة والتي تعد كمرجع للباحثين وأدى خروج الحديقة من الاتحاد العالمي إلى عزلها عن العالم خاصة فيما يتعلق بتبادل الخبرات أو الحيوانات مع حدائق العالم هذا بالإضافة إلى وجود العديد من المُعوقات التي تقف حاجزاً أمام التطوير منها نقص الكوادر الطبية المُدربة فى الحديقة وكذلك محدودية مساحة الحديقة وكونها غير قابلة للتوسع علاوة على قلة التقنية التكنولوجية للحديقة بالإضافة إلى صعوبة التوسعة الداخلية نظراً لتواجد العديد من الأماكن الأثرية بالحديقة ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض تعاني الدببة في جميع أنحاء العالم من الحر القاتل لأنها مُعتادة على الطقس البارد ولهذه الأسباب يُعد القائمون على إدارة الحديقة خطة لمُساعدة الدببة على استنشاق الهواء الرطب البارد فإنه عما قريب يتدفق ماء بارد في أنابيب أسفل الأقفاص لتبريد الأرضية حيث يعتبرتكييف الهواء الخاص بالدببة جزء من جهود تبذل لتحديث حدائق الحيوانات التاريخية بالجيزة للمُساهمة في عودة عضويتها بالاتحاد الدولي لحدائق الحيوان بعد استبعادها في عام 2004 وتعتبر فكرة حدائق الحيوان ليست جديدة فمنذ أقدم العصور فكر الناس في جمع العديد من الحيوانات البرية وعرضها فى أماكن خاصة فقد كان الغرض من تلك الحدائق إبراز ثروة وسلطة الحاكم فقبل أكثر من 3500 سنة أنشأت الملكة حتشبسوت أول حديقة للحيوان عرفها التاريخ وعمرتها بجميع أنواع الحيوانات الأفريقية فقد كانت حديقة خاصة بالبلاط الملكي أما حدائق الحيوان المفتوحة للعامة لم تكن معروفة إلى أن أنشأ الإغريق نماذج أولية لها منذ 300 عام قبل الميلاد فقد أنشأوا حدائق عامة كمقر لدراسة حياة الحيوان والنبات وكان الطلاب الإغريق يستخدمون حدائق الحيوان المحلية كجزء من تعليمهم وكان لدى الرومان العديد من حدائق الحيوان الخاصة أما اليوم فتكاد لا تخلو مدينة كبرى من حديقة للحيوان وكذلك الحال للعديد من المجتمعات الصغيرة وبعد 500 عام أنشأ امبراطور الصين وان وانج حديقة الذكاء وهى حديقة ضخمة بلغت مساحتها حوالي 607 هكتارات وفي الفترة من 1000 ق.م إلى 400 ق.م تمكن بعض الحُكام من شمال أفريقيا والهند والصين من إنشاء كثير من الحدائق الصغيرة لتربية الحيوانات وتعتبر حديقة شونبرون أقدم حديقة للحيوانات والتي تم افتتاحها في مدينة فيينا بالنمسا عام 1765م بينما أنشئت حديقة مدريد بإسبانيا عام1775م وتم افتتاح حديقة باريس بفرنسا عام 1793م ولقد أسس السير همفري ديفي والسير ستامفورد رافلز أول حديقة بريطانية في لندن عام 1826م أما حديقة دابلن فلقد تم إنشاؤها عام 1830م وقد تم افتتاح حديقة برلين التي أصبحت رائدة في بحوث سلوك الحيوان في ألمانيا عام 1844م أما أقدم حديقة حيوان بأمريكا الشمالية فهي حديقة الحيوان بالمُتنزه المركزي في مدينة نيويورك التي تم افتتاحها في عام 1865م.