أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

352 - قلعه المرجان بالولايات المتحده


قلعة المرجان ألف طن من الصخور بناها رجل بمفرده وقلعة المرجان بُنيت القلعة على أرض مفتوحة من صخور المرجان الضخمة تتراوح أوزانها بين 5 أطنان و 30 طناً وأثُثت كما لو كانت قصراً ولكن أثاثها من قطع الصخور المرجانية كل ذلك يبدو عادياً لكن قلعة المرجان بناها رجلٌ واحد على امتداد سنوات طويلة وبمفرده وبدون استخدام الآلات الحديثة لدرجة تجعلها نموذجاً معمارياً فريداً وفي ذلك قصة قصة رجل يُدعى إدوارد ليداسكالنين (1887-1951) من دولة لاتفيا في أوروبا أحب فتاة في السادسة عشرة من عمرها واتفقا على الزواج ولكنها هجرته قبل يوم الزفاف بيوم واحد فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتنقل بين مدنها إلى أن استقر في هومستيد بولاية فلوريدا وقرر أن يبنى لحبيبته قصراً مؤثثاً بأحسن الأثاث وتحول هجرها له إلى بركان من الطاقة وبالرغم من أن طول بطل القصة وباني القلعة إدوارد ليداسكالنين تجاوز 150 سنتيمتراً بقليل ووزنه أكثر قليلاً من 50 كيلوجراماً إلا أنه شيد قصره خلال 28 عاماً من العمل باستخدام 1100 طناً من الصخور المرجانية على قطعة أرض اشتراها وقطع إدوارد الأحجار الضخمة ونحتها ورصها فوق بعضها ورتب الأثاث الحجري على أرضية القصر وضع أسرة وطاولة للطعام وكراسي على شكل أهلة وأشكال من الكواكب والنجوم ووضع الكرسي الهزاز الذي يزن وحده 30 طناً ولكن يستطيع أي فرد بتحريكه بأصبع يده وإيقافه بيده ولم ينسى أيضاً تزيين قصره أو قلعته التي سماها بوابة حديقة الصخرة بنوافير وبوابة متحركة تفتح وتغلق على محور في المنتصف مثل بوابات الفنادق والبنوك التي تتحرك حول محورها الرأسي في المنتصف ولكن وزنها 30 طناً أيضاً وشيد المدخل ببوابة مرتفعة من أحجار ضخمة رفعها ورصها فوق بعضها بإتقان ودقة والسؤال هو كيف حرك هذه الصخور الضخمة وكيف رفعها ووضعها في أماكنها حاول السكان المحليون التجسس على الرجل لآنه لم يكن يعمل أثناء النهار ولكن أثناء الليل فقط وعلى ضوء المصابيح التي تضاء بالزيت ولاحظوا ما لم يصدقوه الصخور الضخمة كما لو كانت تطير في الهواء سأله شاب ذات مرة عن كيف يحرك ويرفع هذه الأطنان بدون معدات تناسب هذا العمل أجابه ساخراً لقد وصلت إلى معرفة سر المغناطيسية وأسرار أهرامات المصريين القدماء واستمر في بناء القصر 28 عاماً من 1923 حتى مات 1951 وعكف الكثيرون على دراسة المكان لمعرفة سر التعامل مع هذه الصخور الثقيلة بهذه السهولة ولكنهم لم يصلوا إلى شيء وأخيرا وجد المهتمون دلالات متعددة ومتنوعة تركها إدوارد على الصخور بعضها رسومات وبعضها أرقام وبتحليل هذه الدلائل ودراسة تصميم المعدات التي صممها بنفسه للعمل بها توصلوا إلى أن الرجل استطاع بعلمه وفهمه المتعمق للمغناطيسية التي أحبها أن يبطل عمل الجاذبية الأرضية مما خفف أوزان الصخور إلى الوزن الذي يمكن التعامل معه بمعدات بسيطة  صممها بنفسه لإنجاز بناء القصر أسئلة كثيرة عن كيفية نحت ورفع هذه الكتل الضخمة من الصخور في القلعة وبعد موت إدوارد ليداسكالنين عام 1951 ورث القلعة ابن أخيه وتنقلت بن أكثر من مالك وتغير اسمها من بوابة حديقة الصخرة إلى قلعة المرجان وفي عام 1984 أضيفت ضمن السجل الوطني للأماكن التاريخية في الولايات المتحدة وتستقبل القلعة في مدينة هومستيد في فلوريدا زورارها من السبت حتى الخميس من الساعة الثامنة صباحاً حتى السادسة مساءً  ويوميّ الخمييس والجمعة من الثامنة صباحاً حى الثامنة مساءً.