أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

العماره في دبي


في عام 1975 كانت دبي تمتاز بشاطيء الخور الرملي وكان فندق إنتر كونتيننتال مفتتح حديثاً وكان وقتها أول فندق فاخر يفتتح في الإمارة واليوم يوجد أكثر من 300 فندق في دبي وحين تذكر دبي لا تجد احد قد سبق له أن سمع باسم دبي أما اليوم وبعد 32 عاماً فقط يكاد يكون كل إنسان على ظهر البسيطة إما يتحدث عن دبي أو يكتب عنها أو يرحل ليزور شواطئها معظم هؤلاء يأتون للتمتع بزيارتها وبعضهم يأملون بالاستفادة من معجزتها الاقتصادية فيما قلة منهم لا يخفون نبرة الحسد في حديثهم عنها ودبي في الحقيقة هي بالطبع مخلوق عربي هجين مزيج من أفضل المكونات في العالم اختلطت بالثقافة التقليدية المحلية وليس بمقدور خيال أحد أن يأتي بشيء مثل دبي ولا في أقصى شطحات خيالهما فلدى دبي بالفعل أكبر مطار في العالم وأعلى مبنى في العالم وأكبر مركز تسوق في العالم ولدي دبي الفندق الوحيد في العالم فئة سبع نجوم وأطول مترو في العالم يعمل بدون سائق كما تعمل في دبي ربع الرافعات البرجية الموجودة في العالم أجمع وهي المدينة الأسرع نمواً في العالم أجمع وحين تنظر في العالم لا تجد مكاناً يتمتع بهذا القدر من التأثير على الدول المجاورة له قطر والبحرين وعمان تسعى كلها لبناء نموذج يشبه ما بنته دبي ولقد قطعت دبي شوطاً كبيراً جداً منذ تلك الأيام التي كانت فيها الجمال والماعز والدجاج تتجول في شارع جميرا ويوم كان أي ازدحام مروري يعني أن هناك حادث اصطدام أمامك ويوم كان المركز التجاري العالمي هو المبنى الأعلى في المدينة وبرج الساعة أشهر معلم فيها  واليكم القصه من بدايتها.
كانت دبي قرية صغيرة للتجارة وصيد الأسماك على ساحل الخليج العربي في موقع بر دبي الحالي إلا أنها سرعان ما تحولت إلى واحدة من أروع مدن العالم العصرية وشكلت مثالاً حياً على التناغم والتمازج الذي يجمع منازل الجص في منطقة الفهيدي التاريخية مع ناطحات السحاب المذهلة واليوم تنبض هذه المدينة الحديثة بثقافات لأكثر من 200 جنسية وبالرجوع إلى تاريخ هذه المدينة نجد أن دبي برزت كياناً مستقلاً منذ القرن الثامن عشر عندما كانت قرية للصيد والغوص وكان لسياسة حكامها من آل مكتوم دور كبير في إنعاشها وتحويلها إلى مدينة تجارية واسعة إلى ان أصبحت ناطحات السحاب تعانق الغيوم والمراكز التجارية الفخمة تنتشر في كل مكان ما منح المدينة مكانة مهمة على خريطة الشرق الأوسط خصوصاً والعالم عموماً ومدينة دبي بحكم موقعها الجغرافي المميز وتوسطها طرق التجارة بين الشرق والغرب واعتمادها على النشاط التجاري تحولت من قرية صغيرة للصيد والغوص إلى مدينة للمال والأعمال واليوم تحظى دبي بأفضلية لا تضاهى في ربط الأسواق بعضها ببعض من الشرق الأقصى وصولاً إلى الولايات المتحدة ما جعلها مركزاً تجارياً ومالياً عملاقاً ورغم أن تاريخ المنطقة ودبي خصوصاً لم يجرِ تدوينه بدقة كما هو مطلوب إلا أنه وبعد أن كشف النقاب عن بعض المستوطنات التاريخية تبين أن الحضارة في هذه المنطقة قد بدأت منذ نحو 4000 سنة وتمثل ذلك في استيطان مجموعة صغيرة من السكان على سواحل الخليج العربي حيث احترفوا مهنة الصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ ومنها تكونت دبي الحديثة وشكّل خور دبي مأوى لأولئك السكان الذين مارسوا التجارة عبر البحار والمحيطات أو بالقوافل بين وادي الرافدين شمالاً وعمان جنوبا واكتشف العلماء خلال السنوات القليلة الماضية مئات من اللقى الأثرية بما فيها الفخاريات والخزفيات والأسلحة والعملات النقدية وجميعها تشير إلى وجود حضارات يعود تاريخها إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد ويمكن مشاهدة تلك المجموعات التاريخية في متحف دبي والآثار الموجودة في دبي هي من أقدم المواقع المكتشفة في المنطقة فموقع الصفوح التاريخي تعود عمارته إلى الفترة الهلينستية ويعود تاريخه للألف الثالث قبل الميلاد وعثر فيه على مدفن دائري مقسم لست غرف مبنية من الحجارة الرملية المشذبة مملوءة بالهدايا الجنائزية وحول المدفن ثلاث حفر مملوءة ببقايا العظام ما يدل على استخدام المدفن مرات عدة وكذلك تعتبر القصيص من أقدم المستوطنات البشرية وأكبرها وتعود إلى الألفين الثاني والأول قبل الميلاد وبدأ التنقيب فيها منذ ستينات القرن العشرين وتم اكتشاف ما يزيد على 200 مدفن بأشكال وأحجام متنوعة بعضها مستطيل والآخر بيضاوي وبعضها مسطح وتعد قرية حتا من المناطق الأثرية في دبي إذ تحتوي على مجموعة من المدافن القديمة التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتم العثور على مجموعة من الرسوم القديمة على أحجار متنوعة الحجم أما موقع جميرا فيعتبر محطة تاريخية مهمة في منطقة الخليج ويعود تاريخه إلى العصر الإسلامي الأول حيث تم العثور على مجموعة من المباني التاريخية التي تدل على أشكال الفن المعماري في العصور الإسلامية من أقواس وزخارف بالإضافة إلى مقتنيات فخارية وزخارف جصية وعملات معدنية ودبي الحديثة يرجع تاريخها إلى العام 1833 ميلادي حيث كانت قرية صغيرة في بر دبي استقر فيها فرع من قبيلة بني ياس القادمة من إقليم الظفرة وأقاموا تجمعاً سكانياً صغيراً عمل في تجارة اللؤلؤ والغوص مع أنشطة تجارية متنوعة واعتبرت دبي الميناء الخليجي الأول للمنطقة منذ العام 1903 ميلادي ومع مطلع القرن الماضي اشتهرت بأسواقها الممتدة على ساحل الخليج وقد كان لتجارة اللؤلؤ الأثر الأكبر في جعل دبي مركزاً رئيساً غير أن اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في الثلاثينات أسدل الستار على هذه الصناعة محلياً ولكن قدرة سكان دبي على إيجاد البدائل مكنتهم من التغلب على هذه الأزمة فتحولت دبي إلى مركز مهم لتجارة الذهب وغيره من السلع والجدير بالذكر أن حصن الفهيدي شيد في عام 1799 ميلادي ويضم في جانب منه متحف دبي وقد أقيم كسكن للحاكم بالإضافة لحماية المدينة وافتتح رسميا كمتحف في عام 1971 بعد أعمال صيانة استمرت لمدة ثلاث سنوات ويحتوي المتحف على معروضات تقدم صورة واضحة عن طبيعة الحياة قبل اكتشاف النفط في المنطقة بالإضافة إلى المظاهر التراثية التي تمثل الطبيعة كالخور والمنازل التقليدية والمساجد والأسواق ومزارع النخيل والحياة الصحراوية والبحرية ومن أكثر المعروضات روعة وجمالاً لوحات الغوص التي تصور مهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ وأدوات الغوص مثل الفطام والبلد والشمشول والديين والمفلقة والموازين والمنخل التي استعملها تجار اللؤلؤ وهناك أيضاً اللقى الأثرية التي تشير إلى وجود حضارات يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد وبعد أن استتب الأمن في دبي توافد عليها الناس وأخذت تكبر فانقسمت إلى ثلاث مناطق رئيسة أولها ديرة على الضفة الشرقية للخور وهي المنطقة الأكبر والمركز التجاري الرئيس وبر دبي والشندغة على الضفة الغربية للخور وكان يفصل بين الشندغة وبر دبي حاجز مائي يدعى الغبيبة وعادة ما كان الخور يغمر هذه المنطقة بمياهه عندما يحدث المد وتقع منطقة الشندغة على شريط طويل من اليابسة يفصل البحر عن الخور وكانت الشندغة أصغر منطقة من المناطق الثلاث وهي عبارة عن منطقة تجمع سكني رئيس وهي مكان إقامة الحكام بمن فيهم الشيخ سعيد بن مكتوم بن حشر رحمه الله ومنزله مازال موجوداً في منطقة الشندغة إلى يومنا هذا ودبي قبل أكثر من 100 عام في ذلك الوقت بنيت المنازل بمواد بسيطة مثل جذوع وسعف النخيل العرش ومن ثم استخدمت الحجارة البحرية والجص في البناء ومع ازدهار تجارة اللؤلؤ ظهر الترف في أنماط البناء حيث استعملت الحجارة البحرية مع بناء أبراج التهوية البراجيل التي تعتبر من الوسائل الأولى للتبريد وحرص السكان على استخدام نمط في البناء يناسب الجو القاسي في المنطقة لذا فإن المنزل كان يشتمل على فناء داخلي يدعى الحوي مع وجود برج للتهوية البارجيل الذي يلتقط الهواء من مختلف الاتجاهات ويدفعه بقوة على شكل تيار هوائي إلى داخل المنزل وصاحبت ذلك حياة تجارية ومهن حرفية مثل مهنة بناء السفن للغوص على اللؤلؤ والتجارة وبدأت أسواق دبي تنتعش وذاع صيتها وجذبت التجار في القرن التاسع عشر حيث توافدوا بسفنهم من الهند وإيران والساحل الشرقي لإفريقيا في حين تشتهر المدينة اليوم بالحركة والعدد الذي لا يحصى من السيارات السريعة الفارهة كان أهالي المدينة منذ فترة نصف قرن يعتمدون في تنقلاتهم على الجمال والمراكب الشراعية والعبرة اما اليوم أصبح المترو يطوف شوارعها وطائرات (380 أ) العملاقة تئز في فضائها ويمارس سكانها التزلج على المنحدرات الثلجية في الأماكن المغلقة وحتى منتصف القرن الماضي لم يكن في دبي شبكة طرق بل إن طرقها كانت عبارة عن ممرات ومدقات ترابية ضيقة لا تسمح بمرور السيارات وبما أنه لم تكن هنالك جسور على الخور تصل بين شطري دبي فقد ترتب على الناس أن يتحملوا رحلة مضنية للانتقال من ضفة إلى أخرى وذلك بالدوران حول نهاية الخور أو التنقل بواسطة العبرة وهي عبارة عن قارب صغير يسير بالتجديف ينقل الناس من ضفة إلى أخرى واستخدم الأهالي القوارب الصغيرة للوصول إلى البواخر الراسية بعيداً عن سواحل الخور وأسواق دبي منذ منتصف القرن الماضي كانت تعج بالبضائع القادمة من كل أنحاء العالم بسبب نشاط تجارها الملحوظ في ذلك الوقت وإلى اليوم فقد ذكر كثير من الرحالة الغربيين هذا الأمر على سبيل التعجب ووصف ج.ج لوريمر في كتابه دليل الخليج عام 1908 السوق في ذلك الوقت بأنه منطقة تجارية تعج بالنشاط والحيوية وتقع في منطقة ديرة وتتكون من 350 محلاً تجارياً وبذلك اعتبر أكبر سوق في المنطقة وتصل بين هذه المحال ممرات مسقوفة حيث يجلس التجار مع بضائعهم في محال بسيطة وكانوا يستخدمون المصابيح الزيتية لإضاءة مخازنهم أو محالهم وعند إغلاقها يستخدمون هذه المصابيح لإنارة طريق العودة إلى المنازل لعدم وجود شوارع بل كانت سكيك عبارة عن ممرات ضيقة شديدة الظلام .
وجاءت الانطلاقة الثانية لدبي كانت بعد الحرب العالمية الثانية ولم يحل عام 1950 حتى كانت هناك مجموعة من المؤسسات التي شكلت نواة التخطيط الجديد للمدينة حيث وجد البنك البريطاني للشرق الأوسط ومكتب للبريد ومكتب شركة تطوير النفط المحدودة وتم بناء أول مستشفى وسمّيت مستشفى آل مكتوم وبعد أن شارك المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه في تسيير أمور الحكم منذ عام 1939 حيث عين ولياً للعهد وتولى مقاليد الحكم في الإمارة عام 1958 وخلال فترة حكمه التي استمرت حتى عام 1990 تصدى لعدد من المعضلات بحنكة واقتدار ورؤية ثاقبة وبفضل الخور أخذت دبي تستعيد نشاطها في أوائل الخمسينات بعد فترة كساد سبقت ذلك مباشرة ونظراً لمحدودية الأرصفة كانت المراكب الخشبية التقليدية الكبيرة تضطر إلى الرسو كل ثلاثة جنباً إلى جنب في الخور الذي يبلغ طوله تسعة أميال وكان الشيخ راشد يرى أن الاضطراب الناجم عن قلة عدد الأرصفة تسبب في التهرب من الضرائب التي كانت دبي في أمس الحاجة إلى عائداتها آنذاك وبدأ الشيخ راشد يتحدث في مجلسه حول ضرورة تقديم المزيد من التسهيلات في الخور لإنعاش القدرات الاقتصادية على أن ثمة ظاهرة سلبية بدأت تطل برأسها وهي أن الخور بدأ يمتلئ بالطمي بدرجة تنذر بالخطر ما يعيق حركة الملاحة فيه وكان الشيخ راشد على دراية بهذا الأمر فكلف المستشارين بإجراء مسح للخور ووضع الخطط الكفيلة بفتح الممر المائي بصفة دائمة ومن أجل ذلك تعاقد مع شركة نمساوية بكلفة تقديرية بلغت 400 ألف جنية إسترليني وفي عام 1959 قرر الشيخ راشد بن سعيد تحويل المدينة إلى مركز تجاري رئيس فعمل على تجديد خور دبي لتمكينه من استيعاب السفن التجارية الكبيرة فأخذ الضجيج المنبعث من حركة الحفارات الميكانيكية والآليات الثقيلة والرافعات يقض هدوء المدينة وكان الشيخ راشد يزور مواقع العمل على الخور مرات عدة في اليوم للوقوف على سير تنفيذ المشروع ولم يمض وقت طويل حتى كانت حكومة دبي تجني ثمار هذا المشروع حتى قبل أن يكتمل فقد أمر الشيخ راشد باستخدام حصيلة الحفر من الصخور والطمي لردم المنطقة المنخفضة على جانبي الخور خصوصاً الشريط الطيني المواجه لبر ديرة وهكذا توافرت أراضٍ جديدة على البحر في موقع من أهم مواقع المدينة واخذ الشيخ راشد يبيع مساحات واسعة من هذه الأراضي مستفيداً من عائداتها في تغطية جزء من تكاليف تطوير خور دبي ومع نهاية عام 1960 كانت شركة هالكرو قد فرغت من تنفيذ مشروع تحسين مرفأ دبي وأصبح الخور قادراً على استقبال سفن ذات غاطس بعمق ثمانية أقدام وتحقق أمل الحكومة في أن تؤدي عملية توسيع الخور وتطوير البنية الأساسية للمرفأ إلى بروز دبي مركزاً تجارياً رئيساً على طول الساحل المتصالح وحقق المشروع نجاحاً باهراً وزادت عوائد الرسوم الضريبية وكان هذا المشروع هو أضخم مشروع تنموي شهده الساحل المتصالح حتى ذلك الحين وتغيرت الصورة النمطية للخور إذ اعتاد الأهالي عبور الخور والانتقال بين ضفتيه سيراً على الأقدام وقت جزر مياه البحر قبل عمليات التجريف الكبرى التي عمقت الخور وجعلته صالحاً للملاحة على مدار العام ولكن هذه الصورة انتهت تماماً وكانت الخطوة الثانية التي قرر الشيخ راشد اتخاذها هي إنشاء جسر يربط بين ديرة وبر دبي حيث كان من الصعب جداً الطواف حول الخور لذلك أراد أن يربط بين طرفي المدينة بطريق معبد يسهل السير عليه وبدأت الأشغال في بناء جسر آل مكتوم ذي الاتجاهين بعد أن نجح الشيخ راشد في الحصول على قرض بقيمة 190 ألف جنيه إسترليني وانتهى العمل في بناء أول جسر يربط بين ديرة وبر دبي في عام 1962 وقام الشيخ راشد بافتتاحه في ذلك العام معلناً بداية مرحلة جديدة من الحياة التجارية في المدينة أما المعابر الأخرى الموجودة حالياً على خور دبي فهي معبر الخليج التجاري ونفق الشندغة وجسر آل مكتوم وجسر القرهود والجسر العائم والجدير بالذكر أن الشيخ راشد كان مصمماً على أن تصبح دبي إمارة نفطية خصوصاً بعد أن بدأت بوادر الانتعاش تظهر في اقتصاديات دول مجاورة مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وبعد أن أظهرت تقارير جيولوجية مؤشرات ايجابية على وجود النفط في دبي منحت حكومة دبي شركة الاتحاد الشرقي امتياز التنقيب عن النفط في أراضيها في عام 1937 وأصرت دبي على توظيف مواطنين من دبي في الشركة إلا ان اندلاع الحرب العالمية الثانية أوقف عمليات التنقيب عن النفط في دبي ما أجّل دخولها عصر الازدهار النفطي  وعمليات استكشاف النفط استؤنفت بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ولم يكن الشيخ راشد الذي كان يقوم آنذاك بالتفاوض بالنيابة عن أبيه يشعر بالارتياح تجاه الشروط التي كانت تنص عليها اتفاقات التنقيب عن النفط مع بعض دول المنطقة والتي تحصل بموجبها حكومات تلك الدول على 20% فقط من الأرباح وقد استطاع الشيخ راشد ببراعته التفاوضية ان يطالب بحصة متساوية من الدخل المحصل من النفط مناصفةً مع الشركات النفطية العاملة في الإمارة وقبلت الشركات بشرط الشيخ راشد مع ذلك فإن اكتشاف النفط في المناطق البرية لم يصادف نجاحاً على أن الجهود لاستكشاف النفط لم تتوقف حتى تم العثور على الذهب الأسود في المناطق البحرية وبالتحديد في حقل فاتح في عام 1966 فكان ذلك إيذاناً بدخول دبي عصر النفط وقد اختار الشيخ راشد بنفسه اسم فاتح لأول حقل نفطي من باب التفاؤل وليكون بمثابة فاتحة خير على البلاد وشعبها وبدأت دبي إنتاج النفط رسمياً في عام 1969 وتم شحن أول ناقلة بالبترول في 22 سبتمبر 1969 بحمولة 180 ألف برميل وفي التاسع من نوفمبر 1970 تم اكتشاف حقل النفط الثاني في جنوب غرب حقل فاتح وبدأ إنتاجه في عام 1972 وتوالت بعد ذلك عمليات استكشاف النفط في دبي ومع اكتشاف النفط في دبي أواخر الستينات تغير كل شيء إذ انتعش الاقتصاد وتوافد التجار للاستقرار في المدينة كما بدأ تصدير النفط الخام الذي غمرت عائداته خزائن مدينة دبي وبحلول عام 1973 أصبح الدرهم الإماراتي عملة رسمية ويرجع الفضل في تطور مدينة دبي يعود إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه وقد خلفه على درب التطور والحداثة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مكتوم بن راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه.
ويتمم درب التطور والحداثة والمعاصرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وفي ما يتعلق بالمحطات التاريخية التي مر بها تطور النقل والمواصلات الجوية في المدينة ففي عام 1937 هبطت أول طائرة على خور دبي تابعة للخطوط الملكية البريطانية وفي منتصف الثمانينات بدأ الترويج للمدينة وجهةً سياحية وشيدت دبي مطاراً صغيراً ولكن مع تطور الإمارة السريع والمطرد توسع مطارها ليصبح من أكبر المطارات العالمية وفي عام 2009 افتتحت دبي المرحلة الأولى من أكبر مطار في العالم وهو جزء من مشروع متكامل دبي وورلد سينترال كذلك تمتلك دبي أكبر شركة طيران في العالم وهي طيران الإمارات بالإضافة إلى شركة فلاي دبي الاقتصادية والجدير بالذكر أن مطار آل مكتوم الدولي سيصبح عند اكتماله أكبر مركز في العالم لنقل الركاب والشحن بطاقة استيعابية قصوى تبلغ أكثر من 12 مليون طن من البضائع سنوياً وما يزيد على 120 مليون مسافر سنوياً ويؤكد الباحثون أن من أهم المحطات التي مر بها تاريخ دبي المعاصر انشاء برج العرب عام 1999 والذي يعتبر أفخم فندق في العالم الأمر الذي عزز سمعة المدينة وجهةً سياحية راقية كما افتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله برج خليفة رسمياً في الرابع من يناير 2010 ليصبح البناء الأعلى في العالم بعد ان بدأ العمل بتشييده في يناير 2004 وبلغت كلفة إنشاء برج خليفة 1.5 مليار دولار منذ بدء إنشائه عام 2004 وعدد طوابقه تجاوز 200 طابق ويقيم ويعمل في البرج نحو 12 ألف شخص في ما يشبه المدينة العمودية وتم افتتاح أول شبكة مترو في إمارة دبي في 9 سبتمبر2009 واعتمد على أكثر من 50 محطة وهو الأول من نوعه في المنطقة وبعد سنتين من افتتاح الخط الأحمر افتتح الخط الأخضر ويعتبر مترو دبي أطول مترو أوتوماتيكي في العالم ويعمل من دون سائق وهو صديق للبيئة حيث إنه كهربائي بالكامل واليوم تحتضن شواطئ دبي أبرز ثلاث أيقونات عمرانية موجودة في منطقة الشرق الأوسط وهي جزر جميرا وجبل علي وديرة وكانت قد احتفلت شركة نخيل وهي الشركة المطورة للمشروع بوصول أول دفعة من السكان لجزيرة  النخلة جميرا في نهاية عام 2006 وتعتبر جزيرة النخلة جميرا الآن أكبر جزيرة من صنع الإنسان في العالم ولكن عند اكتمال جزيرة النخلة ديرة ستكون أكبر جزيرة من صنع الإنسان في العالم وستكون أكبر بثماني مرات من مساحة جزيرة النخلة جميرا وخمس مرات أكبر من جزيرة النخلة جبل علي وأصبحت دبي مدينة عالمية تقف شامخة بين أمواج الخليج العربي وبين أحضان رماله الذهبية وهي مدينة جمعت المجد وذاع صيتها في أرجاء المعمورة حتى أصبحت قبلة للسائحين ومقصداً للتجار والمستثمرين وملاذاً لكل من ينشد الأمن والاستقرار وتجمع دبي أوفينيسيا الشرق كما يحلو للبعض ان يسميها بين ميزتين كونها مركزاً تجارياً عالمياً وكونها مقصداً سياحياً يضاهي أرقى المنتجعات السياحية في العالم وعرفت كيف تمزج بين تقنية القرن الحادي والعشرين وبساطة وعراقة الزمن القديم وفي هذا التباين يكمن سحر دبي ونكهتها وفرادتها وإمارة دبي هي إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة وتعتبر إمارة دبي ثاني أكبر إمارة في الاتحاد بعد إمارة أبوظبي حيث تبلغ مساحتها 4,114 كم2 وهو ما يعادل 5% تقريبا من مساحة الإمارات ويبلغ عدد سكان الإمارة 2,262,000 كأكبر إمارة تعداداً للسكان في الإتحاد الإماراتي منهم 214,000 مواطنين والباقي من الأجانب أي مايعادل 9.5% من إجمالي السكان تحد دبي كل من إمارة أبوظبي في الغرب وإمارة الشارقة في الشرق وتعتبر العاصمة الاقتصادية للإمارات العربية المتحدة وقد تطورت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية الاقتصاد الحر والنشط في الإمارة وعدم وجود نظام ضريبي لعب دورا كبيرا في جذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم وتقع إمارة دبي بين إمارتي أبوظبي والشارقة وتتميز إمارة دبي بأن دخلها الاقتصادي لا يعتمد على الإيرادات النفطية بشكل أساسي على عكس باقي دول الخليج العربي حيث يعتمد أقتصاد دبي على التجارة والعقارات والخدمات المالية وأيضا على السياحة النفط والغاز يشكلون 6% من إجمالي الاقتصاد جلبت النهضة الاقتصادية والعمرانية الكبيرة التي في دبي شهرة عالمية للإمارة لتحتل مكانة مرموقة عالميا.
 ويمكن القول إن تأسيس دبي يعود إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر تحديداً في عام 1833 عندما استقر ما يقارب من 800 شخص ينتمون إلى قبيلة بني ياس بقيادة آل مكتوم عند منطقة الخور وكان الخور وقتئذ يشكل ميناءً طبيعياً للمنطقة مما أدى لاحقاً إلى بروز دبي كمركز لصيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة ومع بداية القرن العشرين كانت دبي ميناء شهيراً وكان إجمالي عدد سكان دبي حوالي 20,000 نسمة وشكل المقيمون نسبة الربع منهم وبعد اكتشاف النفط في العام 1966 عمل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم على استثمار واردات النفط في تطوير البنية التحتية لدبي فقام بتشييد المدارس والمستشفيات وشق الطرق وأرسى في تلك الفترة دعائم شبكة اتصالات ومواصلات حديثة كما تم في عهده تشييد مبنى ومرفأ حديثين في مطار دبي الدولي وجرى تطوير مدرج الهبوط ليستوعب كافة أنواع الطائرات ولدبي أحد أكبر الاقتصادات نموا بالمنطقة وما تزال العديد من كبرى الشركات العالمية تفضل العمل في دبي وتنقل مقراتها إليها باعتبارها ملاذا امنا وقوة اقتصادية متينة واشتهرت دبي بـ مهرجان دبي للتسوق التي تقام كل عام ابتداء من عام 1996 م وتضم دبي الكثير من المراكز التجارية والمرافق السياحية وتتميز دبي بوجود شبكة مواصلات برية ضخمة متمثلة في طرق سريعة والتي تعد من الطرق الأعرض في العالم وكذالك تربط بين أجزاء دبي شبكة جسور وأنفاق داخلة وخارجية وعلى ضفتي الخور بنيت وفق أحدث المعايير العالمية إضافة إلى أسطول ضخم من الحافلات المتطورة والتاكسي وأهم الشوارع في دبي شارع الاتحاد وشارع الشيخ زايد ويمتاز بوجود عدة مشاريع عليه واصطفاف ناطحات السحاب عليه وشارع الإمارات وشيدت دبي منذ ما يقارب 40 سنة مطارا صغيرا انذاك ولكن مع تطور الإمارة السريع والمطرد توسع مطارها الحالي ليصبح من بين الأكبر في العالم وفي عام 2009 افتتحت دبي المرحلة الأولى من أكبر مطار في العالم وهو جزء من مشروع متكامل وهو دبي وورلد سينترال كذالك تمتلك دبي أكبر شركة طيران في العالم وهي طيران الإمارات إضافة إلى شركة فلاي دبي الاقتصادية ولقد تم افتتاح أول شبكة مترو في اماره دبي 9/9/2009 واعتمد على أكثر من 50 محطه وهو الأول من نوعه في المنطقة و بعد سنتين من افتتاح الخط الأحمر افتتح الخط الأخضر و يعتبر مترو دبي أطول مترو أوتوماتيكي في العالم ويعمل من دون سائق وهو صديق للبيئة حيث أنه كهربائي بالكامل وتتميز دبي باللسان المائي الداخل إلى اليابس والمسمى بخور دبي وكان الناس سابقا ينتقلون بين ضفتي الخور بالسباحة أو المشي عند انخفاض منسوب الماء قبل توسعة الخور وبعد توسعة الخور تم إضافة العبرة قارب صغير ليتمكن الناس من التنقل بين ضفتي الخور وفي السنوات القليلة الماضية تم إضافة طرق أحدث للنقل البحري في دبي فقد تم إطلاق الباص المائي وحاليا تم إطلاق التاكسي المائي ويوجد في دبي ستة اندية رياضية في بر دبي يوجد نادي الوصل ونادي النصر في ديرة يوجد نادي الشباب ونادي الاهلي وفي العوير يوجد نادي دبي وفي حتا يوجد نادي حتا ولقد تغيرت دبي بشكل كبير على مدى الخمسين عاماً الماضية لكن تاريخها يمتد إلى عصور ما قبل التاريخ وتمتلك دبي تراثاً غنياً إذ يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ رغم أن الإمارة بحدّ ذاتها تعدّ حديثة نسبياً وقد حصلت أهم التغيرات في تاريخ دبي بعد اكتشاف النفط قبل نحو خمسين عاماً .
تواريخ هامه لدبي
  •           3000 قبل الميلاد: إنه التاريخ الذي يمكننا القول أنه كان البداية لنشوء دبي فالأدلة الأثرية تشير إلى أن الانسان استوطن هذه المنطقة ابتداءً من العصر البرونزي على أقل تقدير.
  •           500 م الي 700 م: كانت منطقة الجميرا بمثابة محطة على طريق قوافل التجارة وكانت تربط عُمان بما يعرف بالعراق الآن وكان السكان يعتمدون في أسلوب حياتهم على صيد الأسماك بناء السفن وصيد اللؤلؤ.
  •          1600 م : بدأت التأثيرات الأوروبية مع اهتمام البرتغاليين بطرق التجارة التي تمتلكها هذه المنطقة.
  •           تاريخ دبي ما بين القرن الثامن عشر والقرن العشرين
  •           1793 : تسلّمت قبيلة بني ياس زمام الزعامة السياسية واستقرت في أبوظبي وأصبحت دبي فيما بعد إحدى المناطق التابعة لأبوظبي وقد تميزت هذه الفترة من تاريخ دبي بالعديد من الحروب القبلية.
  •           1820: بدأت بريطانيا بمفاوضات للوصول إلى المعاهدة البحرية الأولى من بين العديد من المعاهدات مع الحكام المحليين وقادت هذه المعاهدة إلى تسمية المنطقة بالساحل المتصالح.
  •           1833: استقر الشيخ مكتوم بن بطي الذي ينحدر من قبيلة بني ياس في شبه جزيرة الشندغة الواقعة عند مدخل الخور معلناً بذلك استقلال المدينة عن أبوظبي وما تزال سلالة الشيخ مكتوم بني بطي تشكل الأسرة الحاكمة لدبي إلى يومنا هذا.
  •           1870: أصبحت دبي الميناء الرئيسي على ساحل الخليج العربي بينما تحوّلت مهنة صيد اللؤلؤ إلى عصب رئيسي لازدهار هذه المدينة.
  •           1902: هجرة التجّار الإيرانيين والعرب إلى دبي التي رحبت بهم بعد فرض ضرائب كبيرة على ميناء لنجة الإيراني وبعد ذلك التاريخ نمت تجارة دبي بشكل مضطرد وازدهرت تجارة دبي على الصعيدين العالمي والمحلي وأصبحت تفخر بامتلاكها لأكبر الأسواق في شبه الجزيرة العربية.
  •           1950: اكتشاف النفط في إمارات الساحل المتصالح.
  •           1960: تزايد أعداد المقيمين في دبي من الهنود والباكستانيين الأمر الذي ساهم في ازدهار سوق الأقمشة وزيادة التعاملات التجارية مع شبه القارة الهندية.
  •           1966: نقطة بارزة في تاريخ دبي تم اكتشاف النفط في حقل فتح للنفط في دبي.
  •           1971: تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف توفير مناخ مشترك من الأمن والازدهار لمختلف الإمارات وانضمام الدولة لجامعة الدول العربية وافتتاح مطار دبي الدولي.
  •           1979: افتتاح ميناء جبل علي وافتتاح مركز دبي التجاري العالمي الذي يعدّ أول بناء مرتفع في المدينة والمشروع الذي مهّد الطريق لإنشاء سلسلة من المشروعات العمرانية الطموحة الأخرى.
  •           1985: تأسيس طيران الإمارات ولقد تم افتتاح المنطقة الحرّة في جبل علي التي استقطبت استثمارات أجنبية هائلة.
  •           1996: تنظيم كأس دبي العالمي للمرة الأولى وافتتاح مهرجان دبي للتسوّق.
  •           1999: افتتاح برج العرب الذي يعدّ الفندق الوحيد في العالم من فئة السبعة نجوم.
  •           2002: صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يفتتح مدينتي دبي للإعلام والإنترنت ويسمح بالملكية الكاملة للمشروعات الاستثمارية من قبل الأجانب واضعاً بذلك الأسس لقيام دبي الجديدة.
  •           2003: بداية عدد من المشاريع الطموحة بما فيها أطول برج في العالم والجزر الاصطناعية الـ 200.
  •           2006: صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يتولى مقاليد السلطة كحاكم لإمارة دبي ونائب لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
  •           2009: افتتاح المبنى رقم 3 التابع لطيران الإمارات في مطار دبي الدولي ونظام المترو لاستيعاب حركة النقل الجوي والبري المتزايدة.
  •           2010: برج خليفة يصبح ناطحه السحاب الأطول على وجه الأرض.

حلمت دبي كثيراً ولا تزال أن ترتاد آفاق العمارة المستقبلية ولطالما كانت العمارة رمز البشرية والأثر الباقي عبر الزمان فمن كان يتصور أن المنطقة التي كان فيها الأسلاف يشيدون بيوت العريش المصنوعة من سعف النخيل والأخرى التي من شعور الإبل والماعز ستشهد نجاحاً فريداً في العمارة العصرية حققه الأحفاد ووصلوا معه حدود ارتياد آفاق العمارة المستقبلية وتمكنت دبي من حلّ المزاوجة بين التراث والمعاصرة فبات بمقدورها أن تصون التراث وتقتحم المعاصرة وتشيد الجديد دون أن تهمل القديم وهكذا أنفقت الملايين في شراء البيوت التقليدية من أصحابها بتعويضات مجزية من أجل المحافظة على التراث والهوية قبل أن تمتد إليها يد الهدم أو إعادة البناء على غير أصولها وكان الإصرار على تكوين البنية التحتية المميزة أبرز ما دفع الجهات المعنية في دبي إلى التركيز على بناء الأبراج الشاهقة كنوع من التحدي واللافت في هذا الصدد ان دبي أصبحت مأوى لـ 15 إلى 25 بالمائة من رافعات البناء في العالم والتي تقدر بـ 125 ألف رافعة بناء ولم تتوقف دبي عن البناء حتى في عز الأزمة الاقتصادية ولكن الأمر الجوهري هو ليس البناء فقط بل ابتكارها وتجسيدها أنماط العمارة الحديثة بكل ألوانها محتضنة بذلك جميع الأفكار الهندسية دون الاعتراض عليها وذلك ما دامت تسهم في تشكيل البناء المعماري المستقبلي الذي يتطلب ذهنية مستقبلية أيضاً ومتمسكة بإيمانه بما هو مبتكر في علم العمارة والهندسة إن هذا الاستشراف الفني المعماري الذي تقوده دبي أخذ يجذب خاصة من خلال ارتياد آفاق العمارة الحديثة عددا كبيرا من المهندسين المعماريين في العالم وحفزهم كثيرا هذا الجو المثالي بالنسبة لعمارة المستقبل في دبي وهو ما دفعهم إلى خوص وتجسيد تجاربهم في العمارة الحديثة المستقبلية في دبي ودولة الإمارات عموما وهؤلاء من أمثال زها حديد التي صممت مشروع أوبرا دبي وفق نمط العمارة المستقبلية صحيح أن دبي ليست الوحيدة في مجال ارتياد آفاق العمارة المستقبلية فقد سبقتها إلى ذلك الصين التي فعلت الشيء ذاته لكن دبي وطبقاً لشهادات بعض الخبراء حققت رؤى تجربة فريدة في سياق رؤى دبي والصين بهذا الشأن الرامية إلى استثمار العمارة وفنونها العصرية لتمتين وتقوية مقومات جذب السياح من أرجاء العالم وذلك على عكس المدن الأوروبية التي ليس فيها أماكن للبناء أو حتى لدكان صغير كما يقول المثل الشائع وتحتوي دبي على ميزة الخيال وأحياناً الخيال الجانح في ميدان العمارة المستقبلية لأنها لم تضع سقفاً معيناً للأشكال الهندسية فهي تجمع كل الأشكال الهندسية ويبرز بينها تلك التي تحوز طابعا فريدا ومنها برج خليفة الذي يجسد نمط العمارة الضخمة ذات السمات الفنية عالية المستوى وأشكال تشبه الأهرامات مثل فندق رافال وأشكال تشبه قوس النصر الباريسي مثل مركز دبي المالي العالمي وأشكال أبنية تشبه برج أيفيل وأشكال تشبه بناء مانهاتن مثل الواجهة البحرية في دبي وهي تتسع لـ 1.5 مليون نسمة وصممها المهندس الألماني ريم طولاس ومن الممكن أن نصف العمارة الحديثة في دبي بعمارة عصر العولمة خصوصاً في ظل توافر تقنيات البناء الحديثة والتي أزالت الكثير من المحددات البيئية والإنشائية المختلفة وأصبح المحدد الرئيسي للطابع المعماري يأتي من ميزانية البناء والاحتياجات الجمالية وعلى الرغم من أن أي مبنى يمكن أن يتم تشييده في أية مدينة أخرى غير دبي ولكن في هذه المدينة يكون له معنى آخر وساعدت التقنية على الاستفادة من عدد من المقومات البيئية التي لم تتح امكانية استغلالها سابقاً فعلى سبيل المثال أزال الزجاج المحدد للضوء والكواسر البصرية الحديثة الحاجة إلى فنون المشربيات في العمارة كما أزالت مواد البناء الحديثة وتقنيات تكييف الهواء وأفسح المجال لاستغلال الضوء الطبيعي بصورة أفضل من ما كانت عليه الحال في الماضي ويسرت العمارة الحديثة في العالم إنشاء مبانٍ بيئية ذات كفاءة وظيفية عالية ذلك أفضل من أي وقت مضى ولبت حاجات عديدة إلى جانب ذلك منها أن تكون المباني الحديثة أكثر تعبيراً عن رؤى المالك والمصمم وأكثر ملاءمة في خدماتها من أي وقت مضى ومن المعروف ان مدينة دبي جذبت أنظار العديد من أشهر المعماريين في العالم من أمثال فرانك جيهري وتادو أندو والبريطانية من أصل عراقي زها حديد وجان نوفيل ونورمان فوستر وغيرهم من عمالقة المعمار العالميين إذ أسهموا في تصميم العديد من المشروعات المبتكرة والتي جعلت من دبي على قمة البلدان الحديثة باعتبارها حقل تجارب ناجحاً في مجال الأعمال المعمارية المبتكرة والبيئة الغنية للإبداع المعماري العالمي ولم تكتف مدينة دبى بأنها أصبحت محط أنظار العالم في هذا الشأن بل انها أسهمت في خلق ميدان واسع للتنافس العالمي للتجارب الحديثة وذلك مثل إنشاء المتاحف الفنية الحديثة أسواق بطراز معماري فريد مخصصة للمعارض والمحال التجارية منتجعات سياحية وفنادق فخمة وأخيراً مشروع عمل مستقبلي يتمثل في أوبرا دبي ومتحف الفن الحديث وفي الختام هل تكون دبي فعلاً محفز التجارة والنظام المالي العالميين في المستقبل وهل هي الجنين الذي سيجسد مستقبلاً ما جسدته لندن في القرن التاسع عشر ومنهاتن في القرن العشرين وهل يتجاوز دورها المركز العصري للوطن العربي لتكون المركز العربي للعالم الحديث.